في بيان مشترك صادر عن وزراء خارجية فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، عبّرت الدول الثلاث عن "قلقها العميق" إزاء استئناف الضربات الجوية الإسرائيلية على غزة، معتبرة ذلك "تراجعًا خطيرًا يُفاقم الوضع الإنساني ويهدد استقرار المنطقة بأسرها".
وأكد البيان أن سقوط المدنيين جراء القصف الأخير صادم وغير مقبول، ودعا إلى العودة الفورية لوقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن، واستئناف الخدمات الإنسانية بما يشمل الماء والكهرباء والرعاية الطبية والإجلاء الطارئ، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني.
"حماس يجب ألا تحكم غزة".. تأكيد أوروبي على الحل السياسي لا العسكري
شدد البيان الأوروبي على أن "الصراع في غزة لا يمكن تسويته بالوسائل العسكرية"، مضيفًا أن استمرار القتال سيؤدي فقط إلى سقوط المزيد من المدنيين والرهائن. وأوضح البيان أن على جميع الأطراف العودة للمفاوضات، وأن حماس "لا يمكن أن يكون لها دور في مستقبل غزة".
كما دعا البيان الدول المؤثرة على حركة حماس لاستغلال نفوذها من أجل ضمان وقف الهجمات، وتحقيق تسوية دائمة تعيد الأمن للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.
خطة مصر ما بعد الحرب: رؤية عربية بديلة للمستقبل
وفي خضم هذا التصعيد، تواصل مصر الدفع بخطتها لإعادة إعمار غزة، والتي أصبحت رسميًا خطة عربية بعد تبنيها من قبل 22 دولة خلال القمة العربية في 4 مارس الماضي. ووفق المتحدث باسم الخارجية المصرية، تميم خلف، فإن الخطة ترتكز على ثلاث مراحل:
إزالة الأنقاض وبناء مساكن مؤقتة للسكان النازحين.
إعادة بناء البنية التحتية والمساكن الدائمة وتوفير الخدمات الأساسية.
تأسيس حكومة فلسطينية انتقالية تحت مظلة السلطة الفلسطينية، تتكون من لجنة مستقلة من 15 خبيرًا، لا ينتمون لأي فصيل.
ردود دولية متباينة.. واشنطن "منفتحة"، إسرائيل ترفض
رغم البداية المتحفظة من واشنطن، قال المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إن الخطة "خطوة أولى جيدة". ووفق خلف، فإن النقاشات الأخيرة مع الجانب الأميركي في قطر أظهرت "مؤشرات إيجابية" حول إمكانية قبول الخطة، خاصة مع الدعم العربي والدولي المتزايد لها.
لكن إسرائيل رفضت الخطة ووصفتها بـ"العتيقة وغير الواقعية"، ما يطرح تساؤلات حول جدوى تنفيذها دون موافقة تل أبيب. إلا أن القاهرة ترى أن هذا الرفض يعكس سياسة "العرقلة" الإسرائيلية، التي تتعارض مع الإرادة الدولية لإنهاء الحرب.
التطبيع مرهون بحل الدولتين.. والموقف العربي ثابت
حول آفاق التطبيع الإقليمي، أكدت مصر أن أي خطوات نحو علاقات طبيعية مع إسرائيل يجب أن تواكبها خطة سياسية واضحة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وأشارت القاهرة إلى المبادرة العربية لعام 2002، التي عرضت اعترافًا كاملًا بإسرائيل مقابل حل الدولتين.
في هذا السياق، ترى مصر أن رفض إسرائيل للمخططات السلمية لن يفضي إلا لمزيد من العزلة السياسية، وأن المجتمع الدولي بات أكثر اقتناعًا بأن الدولة الفلسطينية المستقلة هي الطريق الوحيد لإنهاء الصراع المزمن.
بين دعم عربي جماعي، وتأييد أوروبي متزايد، وتواصل بنّاء مع واشنطن، تُظهر القاهرة قدرتها على لعب دور محوري في مستقبل غزة السياسي والإنساني. وبينما تزداد الدعوات لوقف دائم لإطلاق النار، تقف خطة مصر كخريطة طريق حقيقية لمستقبل ما بعد الحرب.
0 تعليق