أمين عام المنظمة العربية للطاقة: صناعة الغاز المسال تترقب تغيرًا مهمًا.. وطفرة تحققها قطر

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال أمين عام المنظمة العربية للطاقة (أوابك سابقًا) المهندس جمال بن عيسى اللوغاني، إن صناعة الغاز المسال العالمية بصدد أن تشهد تغيرًا مهمًا بالإضافة إلى عدد من التحديات على المديين المتوسط والطويل، في حين تستعد قطر لطفرة مهمة.

وبحسب بيان، حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، اليوم الأحد 23 مارس/آذار (2025)، استعرض اللوغاني دراسة جديدة عنوانها "أسواق الغاز المُسال العالمية.. التطورات الأخيرة والتوقعات المستقبلية"، تناولت تحليل الاتجاهات الحديثة التقنية والتجارية والبيئية، خلال العقدين الأخيرين.

وأوضح أمين عام المنظمة العربية للطاقة أن صناعة الغاز المسال شهدت عديدًا من التطورات والتحولات على مدى العقود الـ6 الماضية؛ إذ توسعت وانتشرت جغرافيًا بفضل التقدم السريع في الحلول التقنية والابتكارات بجميع حلقات سلسلة نشاط الغاز المُسال.

وتتمثّل هذه الحلول والابتكارات في عمليات الإسالة والنقل وإعادة التغويز والتخزين، وكذلك الديناميكيات المتغيّرة للنقل البحري، التي سمحت ببناء السفن المتخصصة "الناقلات"، التي وصفها بأنها "شريان الحياة لهذه الصناعة"، بتطوير أنواعها، وأحجامها وزيادة طاقاتها الاستيعابية، ما سمح بتضاعف الأسطول العالمي.

وحدات إعادة التغويز والتخزين العائمة

قال أمين عام المنظمة العربية للطاقة إن هذا التقدم كان له دورًا كبيرًا في استعمال وحدات إعادة التغويز والتخزين العائمة بشكل مكثف، من خلال اللجوء إلى هذه الوحدات، لا سيما خلال أزمة الطاقة الأخيرة في أوروبا، منذ فبراير/شباط 2022، بكسب الوقت والحصول على الإمدادات الغاز المسال بشكل أسرع.

وأشاد بدور الغاز المسال خلال الأزمة الروسية الأوكرانية، خاصة في عام 2022، الأكثر اضطرابًا في تاريخ أسواق الغاز، إذ مكّن الغاز المسال أوروبا من تجاوز الأزمة، وأثبت قيمته كمصدر طاقة مرن وموثوق ومتاح.

أمين عام المنظمة العربية للطاقة جمال عيسى اللوغاني
أمين عام المنظمة العربية للطاقة جمال عيسى اللوغاني

وأوضح المهندس جمال اللوغاني أن الموردين الرئيسين -وخاصة الولايات المتحدة وقطر والجزائر ونيجيريا- كان لهم دورًا مهمًا في حصول أوروبا على المزيد من الغاز المسال وتعزيز أمن الطاقة لدولها، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ولفت إلى أن الأزمة الروسية الأوكرانية جعلت الغاز المسال في قلب التوترات الجيوسياسية، إذ غيّر تبعية الطاقة والعلاقات التجارية، فمنذ بدء الحرب تحوّلت أوروبا من اعتمادها التاريخي على الغاز الروسي إلى واردات الغاز المسال الأميركية، ومصادر أخرى لتنويع إمداداتها وتقليل الاعتماد على مُورّد واحد.

وبذلك، وفق أمين عام المنظمة العربية للطاقة، أصبح الغاز المسال محل اهتمام الكثيرين كمورد إستراتيجي، خاصة بعد قرار المفوضية الأوروبية في مايو/أيار 2022، باستغناء عن الغاز الروسي، وكان لهذا التطور انعكاسات جيوسياسية كبيرة على البحار والمحيطات، وتغيير المسارات والممرات البحرية بسبب المخاوف الأمنية.

تفوق الغاز المسال على غاز الأنابيب

تطرق أمين عام المنظمة العربية للطاقة إلى تجارة الغاز المسال العالمية، إذ أكد تفوق تفوق الغاز المسال على غاز الأنابيب، بسبب الأزمة في أوكرانيا، بحيث تحولت أوروبا من "سوق متوازنة" إلى "مركز طلب" للغاز المسال.

ولفت إلى استبدال اعتماد أوروبا على الغاز الروسي بالاعتماد على الغاز المسال الأميركي عبر الناقلات، موضحًا أن هذا لا يحل المشكلة التي يسعى الاتحاد الأوروبي لحلها، وهي "التخلص من الاعتماد على مورد واحد للطاقة والبحث عن البدائل، وتنويع مصادر الإمدادات".

صادرات الغاز المسال الأميركية

وأشار المهندس جمال اللوغاني إلى استحواذ كل من أميركا وقطر وأستراليا -مجمعة- على 60% من صادرات الغاز المسال العالمية في عامي 2022 و2023؛ كما سمحت الأزمة الحالية لأميركا بتصدر المركز الأول خلال عام 2023، والظهور كلاعب رئيس في السوق؛ إذ تمكنت في مدة وجيزة من تغيير أوضاع السوق وتغيير "أوراق اللعبة".

وقال إن كل سيناريوهات التوقعات المستقبلية للطلب العالمي على الغاز المسال تأخذ اتجاهًا تصاعديًا، وتصب في الاتجاه نفسه، وهو تصدر منطقة آسيا -بأقاليمها المختلفة- كسوق "طلب" على الغاز على المديين المتوسط والبعيد، مدفوعة بعدد من العوامل، إذ ستواصل ريادتها في استهلاك الغاز المسال.

دور مستقبلي مهم لقطر

قال أمين عام المنظمة العربية للطاقة المهندس جمال بن عيسى اللوغاني، إن هناك دور مستقبلي مهم لقطر، إذ إن القدرات الإضافية الإنتاجية للغاز المسال -على المديين القصير والمتوسط- ستأتي بشكل كبير من دولة قطر والولايات المتحدة، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ولفت إلى أن دولة قطر تسعى لتوسعة جديدة لمشروع حقل الشمال، ورفع القدرة الإنتاجية للغاز المسال من 77 مليون طن سنويًا حاليًا إلى 142 مليون طن سنويًا في 2030، أما أميركا فمن المرجح أن تضاعف قدرتها التصديرية بحلول عام 2028، إذا بدأت المشروعات قيد الإنشاء العمل كما هو مخطط لها.

الغاز المسال القطري

وأوضح امين عام المنظمة العربية للطاقة أن صناعة الغاز المسال العالمية ستواجه عددًا من التغيرات والتحديات التي تحدد مسارها، على المديين المتوسط والطويل، تنبع من التفاعل المعقد لعوامل عدة، تتأرجح بين حالات عدم اليقين الاقتصادية، والتوترات الجيوسياسية، والتعقيدات التنظيمية، خاصة في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك القضايا البيئية.

وأضاف: "في هذا المشهد المتغير للطاقة، من المتوقع أن تتحول منطقة شمال الأطلسي إلى "مركز جديد" لتجارة وتبادل الغاز المسال، يربط بين السوقين الأكثر تحررًا في العالم، وهي السوق الأوروبية والسوق الأميركية".

واختتم اللوغاني حديثه مؤكدًا أن صناعة الغاز المسال العالمية، التي احتفلت العام الماضي بمرور الذكرى 60 لانطلاقها، تزامنًا مع بدء تشغيل لأول سفينة لإسالة الغاز عام 1964، "عرفت تحوّلات تقنية وتجارية وبيئية كبيرة وسريعة، ساهمت في بروزها وتطويرها باستمرار، وزيادة الدول الفاعلة فيها، وتطوير نماذج الأعمال، والابتكارات في عقود الغاز، "مما يجعلنا متفائلين بمستقبلها".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق