ارتفاع أسعار الصوجا يدفع المغرب لاستيراد علف عباد الشمس الروسي

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أفادت معطيات روسية رسمية حديثة بتجاوز الواردات المغربية من علف عباد الشمس المنتج بالمناطق الواقعة في جمهورية باشكورتوستان بروسيا أكثر من 5.5 آلاف طن منذ بداية السنة الجارية؛ فيما شحنت المناطق نفسها إلى المملكة شحنة مكونة من أكثر من ثلاثة آلاف طن من العلف ذاته خلال الشهر الجاري، بعدما أكدت الفحوصات التي خضعت لها الشحنة توافق المادة العلفية مع متطلبات المغرب.

وذكرت وزارة الزراعة في الجمهورية التابعة لدولة روسيا الاتحادية، في معطيات نقلتها وسائل إعلام روسية، بينها رسمية، كموقع “المشاريع الوطنية”، المتخصص في تتبع أنباء المشاريع الكبرى بهذه الدولة، أن “شركة لاستخراج الزيوت بالمنطقة أعدّت شحنة كبيرة من كسب عباد الشمس المحبّب، بكمية 3.2 ألف طن، للتصدير إلى المغرب”، موردة أن “الرفع من صادرات منتجات المجمع الزراعي الصناعي إلى الخارج يعد أحد أهداف المشروع الوطني ‘التعاون الدولي والتصدير””.

وكشف المصدر الروسي نفسه “خضوع الشحنة لفحص دقيق من قبل متخصصين من إدارة روسيلخوزنادزور (الخدمة الفيدرالية للرقابة البيطرية والصحية النباتية في روسيا) الإقليمية”، موضحا أنه “جرى أخذ عينات من جميع عربات السكك الحديدية الـ 46 لإجراء اختبارات مخبرية؛ فأظهرت نتائج الفحص أن المادة العلفية تتوافق تمامًا مع متطلبات البلد المستورد (المغرب)؛ ما أدى إلى شحن كامل الكمية إلى هذا الشريك الأجنبي”.

وكسب (علف) عباد الشمس، كما ذكر المصدر نفسه، هو “مادة علفية البروتين للمواشي والدواجن”، مردفا بأنه عبارة عن “بقايا ومخلفات ناتجة عن عملية استخراج الزيوت، ويتكون من بذور تم سحقها واستخراج معظم الزيت منها”.

وأفادت الوزارة ذاتها، في هذا الصدد، بأن المغرب اشترى منذ بداية سنة 2025 أكثر من 5.5 ألف طن من كسب/ علف عباد الشمس من جمهورية باشكورتوستان التابعة للاتحاد الفيدرالي الروسي.

وكان المركز الفيدرالي لتنمية الصادرات الغذائية الزراعية التابع لوزارة الزراعة في روسيا كشف، ضمن وثيقة “دليل التصدير: زيت عباد الشمس (المغرب)”، المنشورة في فبراير الماضي، أن محاصيل المغرب من هذه المادة “لا تتجاوز حاليا 30 ألف طن سنويا”.

وتابع المركز الرسمي الروسي بأن المساحات المزروعة من هذا المنتج بالمملكة بلغت 22 ألف هكتار سنة 2023، وسط تخطيط البلد لرفعها إلى 50 ألف هكتار سنة 2030.

تفسيرات محتملة

طرح علاء الشريف العسري، مربي ماشية بمدينة القصر الكبير، تفسيرين محتملين لاستيراد المغرب الكميات المذكورة من علف عباد الشمس الروسي، “الأول: توجه الكثير من ‘الكسابة’ نحو مضاعفة كميات الأعلاف للمواشي، بسبب التراجع الواضح للمراعي، الناتج عن الجفاف”، بينما “الثاني قد يتصل بغلاء أسعار الصوجا، هذا العلف البروتيني كذلك، ما دفع شركات الأعلاف إلى تكثيف استيراد كسب عباد الشمس”.

وتابع العسري، ضمن تصريح لهسبريس، بأن “الشركات المنتجة غالبا ما تلجأ إلى تغيير تركيبة الأعلاف المركبة التي تقوم بتسويقها، حسب أسعار الأعلاف البروتينية على مستوى العالم، بحيث تلجأ إلى استيراد الأرخص بكميات أكبر”، مفيدا من جانب آخر بأن “علف نوار الشمس نادرا ما يتم استخدامه خاما من قبل ‘الكسابة’ بالمنطقة؛ إذ يفضلون شراء الأعلاف المركبة التي تضمه”.

وأوضح مربي الماشية بمدينة القصر الكبير أن “الأعلاف تنقسم إلى نوعين: طاقية تمنح الطاقة كالشعير والذرة والشمندر، وبروتينية غنية بالبروتين كالصوجا ونوار الشمس والفول؛ على أن ‘الكساب’ دائما ما يحرص على المزج بين الصنفين، بنسب تختلف حسب المستوى الذي توجد عليه الماشية”، مبرزا أن “المواد العلفية البروتينية، وضمنها كسب عباد الشمس، دائما ما تكون مرتفعة الثمن مقارنة بالطاقية”.

إقبال متباين

أفاد جواد كريم، “كساب” بمنطقة بني ملال، بأن “علف عباد الشمس المستورد يلقى إقبالا مهما من قبل المستثمرين و’الكسابة’، خصوصا الجدد، بالنظر إلى المردودية الكبيرة لهذه المادة العلفية من ناحية تسمين المواشي؛ إذ إن الكيلوغرام الواحد منها به 37 في المائة من البروتين”.

وأضاف كريم، ضمن تصريح لهسبريس، أنه “بخلاف ذلك فإن إقبال ‘الكسابة’ القدامى على هذا النوع من الأعلاف يبقى متواضعا، إذ يفضلون عادة اعتماد الأنواع التقليدية، كالنخالة والشعير والشمندر، خصوصا مع عدم إدراك القيمة الغذائية الكبيرة لعلف عباد الشمس”، مردفا بأن “‘الكسابة’ الذين يقبلون على الأخير عادة ما يقتنون كميات مهمة منه، بالنظر إلى أن مدة صلاحيته تكون طويلة”.

وبخصوص أثمان علف عباد الشمس أورد المصرّح نفسه أن “سعر الكيلوغرام الواحد ما بين درهمين ونصف الدرهم ودرهم و90 سنتيما، وذلك باستحضار حجم الكميات المشتراة من لدن ‘الكسابة'”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق