أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أنه بدأ إعادة انتشار فرقة عسكرية شاركت في العمليات شمالًا، استعدادًا لعمليات محتملة في القطاع الجنوبي، في حين أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن خطة لإنشاء إدارة خاصة تُعنى بمغادرة الفلسطينيين "طوعًا" من القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي:
"بعد تقييم الوضع، بدأت الفرقة 36 الاستعدادات للعمليات في القيادة الجنوبية، بعد أن أنهت مؤخرًا عمليات واسعة في لبنان والشمال امتدت لعدة أشهر."
ويُعد هذا الإعلان مؤشرًا على مرحلة ميدانية جديدة في غزة، بعد أسابيع من القتال المتقطع ووقف إطلاق نار هش، حيث استأنف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية على نطاق واسع يوم الثلاثاء الماضي، رغم استمرار الجهود الدولية للتهدئة.
وزارة الدفاع تُقر خطة لمغادرة "طوعية" للفلسطينيين من غزة
بالتزامن مع التطورات العسكرية، كشفت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن إنشاء إدارة خاصة جديدة هدفها تسهيل مغادرة سكان غزة إلى دول أخرى "بشكل طوعي"، بحسب ما ورد في بيان رسمي صادر عنها.
وقالت الوزارة إن المجلس الوزاري الأمني المصغر صادق على الخطة، التي ستُنفذ تحت إشراف وزارة الدفاع وبإمكانها التعاون مع منظمات دولية لـ"ضمان المرور الآمن" للفلسطينيين الراغبين في مغادرة القطاع، من دون تحديد أسماء الدول المستقبلة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس:
"الخطة تأتي في سياق رؤية واضحة تتماشى مع ما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول المغادرة الطوعية للفلسطينيين من قطاع غزة."
وقد أثارت هذه التصريحات جدلًا واسعًا على المستوى الإقليمي والدولي، خاصة في ظل اتهامات متكررة لإسرائيل بالسعي إلى تغيير ديموغرافي داخل القطاع، وهو ما نفته تل أبيب مرارًا لكنها الآن تُقر بخطة رسمية تديرها الدولة لتشجيع المغادرة.
نتنياهو يتحدث مع وزير الخارجية الأميركي حول غزة والرهائن
في سياق متصل، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه أجرى، مساء الأحد، اتصالًا هاتفيًا مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، تم خلاله بحث تطورات الوضع في غزة، وعلى رأسها ملف الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، واستئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وقال المكتب في بيانه:
"تم التباحث بشأن تطورات المنطقة، وبخاصة ملف إطلاق سراح الرهائن واستمرار القتال في قطاع غزة."
عودة العمليات العسكرية وانهيار وقف إطلاق النار
وكان الجيش الإسرائيلي قد استأنف عملياته العسكرية بكثافة في قطاع غزة يوم الثلاثاء، في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 19 يناير الماضي. وأدى ذلك إلى موجة جديدة من الغارات والقصف الجوي والمدفعي، أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى، وفق وزارة الصحة في غزة.
ويأتي هذا التصعيد في وقت يتفاقم فيه الوضع الإنساني داخل القطاع المحاصر، مع انهيار البنى التحتية ونقص حاد في الغذاء والماء والدواء، وسط تحذيرات أممية متكررة من كارثة إنسانية وشيكة.
0 تعليق