إيه اللي بيخلي الدولار في مصر يهدى فجأة بعد ما كان طالع زي الصاروخ؟ معقول يكون فيه سر ورا استقرار سعر الصرف اللي بنسمعه في الأخبار؟ ولا دي مجرد لعبة أرقام عشان تهدي الناس؟ لو دماغك مليان أسئلة زي دي.. يبقى لازم تعرف  ليه الدولار بدأ يتراجع.. وإيه علاقة ده بشريحة قرض صندوق النقد الدولي الجديدة.. وهل فعلاً الاقتصاد المصري بدأ يستجمع قوته؟

النهاردة.. الحد 23 مارس 2025.. وبعد ما عشنا فترة طويلة من الموجة الصعبة.. الدولار بدأ يهدى.. لو بصيت على شاشة البنك الأهلي المصري النهاردة.. هتشوف إن سعر الدولار حوالي 50.55 جنيه للشراء و50.65 جنيه للبيع.. ودي أرقام أقل من اللي كنا بنشوفه من كام أسبوع.. لأن الدولار كان وصل لـ51 جنيه وأكتر.

طب إيه اللي حصل؟ وليه السوق بدأ ياخد نفس؟

الإجابة مش واحدة.. لكنها مزيج من حاجات حصلت في الخفاء وساعدت على تغيير المشهد.

أول حاجة لازم نفهمها.. سعر الدولار زي الميزان.. لو الدولارات كتير في السوق.. سعره بينزل.. ولو قليل والناس بتجري وراه.. بيطلع للسما.. واللي بيحصل دلوقتي إن مصر بدأت تشوف تدفقات دولارية جديدة.. يعني العملة الأمريكية بدأت تدخل البلد بكميات أكبر.. وده اللي خفف الضغط على الجنيه.

لكن السؤال.. إزاي ده حصل؟

هنا بقى لازم نيجي لشريحة قرض صندوق النقد الدولي الجديدة.. في يوم 10 مارس 2025.. الأسواق كانت على أعصابها مستنية قرار صندوق النقد عن المراجعة الرابعة لبرنامج التمويل بتاع مصر.. وده برنامج قيمته 8 مليار دولار.. وكل مراجعة بتخلّص.. مصر بتستلم شريحة.. والمرة دي متوقع الشريحة تكون حوالي 1.2 مليار دولار.. ودي فلوس كبيرة.. كفيلة إنها تزود احتياطي النقد الأجنبي.. اللي وصل لـ47.39 مليار دولار في فبراير 2025.. يعني زيادة حلوة عن اللي كان قبلها.. وده بيدي ثقة للسوق إن فيه دولارات جاية.. والمضاربين بيهدوا.. والسوق الموازية كمان بتبدأ تخفف من جنانها.

لكن مش بس الفلوس دي اللي عملت السحر.. فيه حاجات تانية لعبت دور.. زي صفقة رأس الحكمة اللي جابت مليارات دولارات من الإمارات.. وكمان تحويلات المصريين في الخارج اللي بدأت ترجع للبنوك بدل ما كانت بتروح للسوق السودا.. وده كله زاد المعروض من الدولار.. وخلّى سعره يتراجع.. يعني لو بصينا على المشهد كده.. هنلاقي إن الاقتصاد المصري بدأ ياخد نفس عميق.. والجنيه بقى قادر يقف على رجليه أكتر من الأول.

بس خلينا نبقى واقعيين.. الاستقرار ده مش معناه إن الدولار هيفضل نازل على طول.. لأن فيه حاجات تانية بتأثر.. زي أسعار الطاقة العالمية.. والتضخم.. وكمان احتياجات الاستيراد اللي لسه كبيرة.. لكن الشريحة الجديدة دي هتدي دفعة قوية للحكومة.. هتساعدها تظبط الدفة.. وتخلّي سعر الصرف يتحرك بشكل طبيعي من غير ما تبقى كل يوم دراما جديدة.. وده اللي المواطن بيحلم بيه.. إن الأسعر تهدى شوية.