أم تنتظر جثة ابنها في نهر أم الربيع

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
أم تنتظر جثة ابنها في نهر أم الربيع
صور: هسبريس
هسبريس - حميد رزقيالإثنين 24 مارس 2025 - 14:15

في مشهد تختلط فيه الدموع بالحسرة تجلسُ أم محمد على ضفة نهر أم الربيع بخنيفرة، لا شيء يخفف من وجعها سوى أمل ضئيل في العثور على جثمان ابنها، الذي اختطفه النهر قبل خمسة أيام؛ لم تعد لديها سوى الكلمات التي تقطر ألماً، وهي تصرخ وسط الحشود: “واش حگرتو محمد حيث يتيم؟ بغيت ولدي نغسلو وندفنو…”، كلمات تختزل مأساة أم مكلومة وعائلة لم تعد تملك إلا الانتظار.

لكن الانتظار هنا ليس مجرد ساعات، بل أياما طويلة من الترقب واليأس، وسط بطء عمليات البحث التي أثارت استياء المجتمع المدني بخنيفرة، إذ انتقدت فعاليات محلية ضعف الإمكانيات وغياب معدات إنقاذ حديثة قادرة على التعامل مع مثل هذه الحوادث بكفاءة وسرعة، وطالبت بأدوات قادرة على انتشال طفل غريق، قبل أن يجرفه التيار بعيدًا أو تنال منه الكلاب الضالة، كما أوردت إحدى السيدات بمرارة.

“راه خمسة أيام وحنا جالسين حدا الواد، واش لو كان ولد شي مسؤول غيبقى حتى لدابا؟”، تساؤل طرحه أحد الأقارب بحرقة، فيما أكدت شاهدة أن “عمليات البحث تقتصر على عدد قليل من عناصر الوقاية المدنية، كما أن البحث يتوقف عند العصر، ليُترك النهر يتلاعب بمصير الطفل الغريق”.

ورغم الظروف الطبيعية الصعبة التي تعيق جهود البحث، مثل قوة التيارات وارتفاع منسوب المياه، إلا أن أفراد عائلة الطفل ومعهم المجتمع المدني يتساءلون: لماذا لم يتم تسخير وسائل أكثر تطورًا، مثل فرق غوص مجهزة وطائرات مسيرة متخصصة في رصد الأجسام تحت الماء؟ ولماذا يُترك الأهالي وحدهم، دون أن يُكلف مسؤول نفسه عناء الحضور لمواساة الأم المفجوعة؟.

وتعود تفاصيل الفاجعة إلى يوم الأربعاء 19 مارس 2025، عندما كان محمد، البالغ من العمر 12 عامًا، يلعب مع أحد أصدقائه بالقرب من القنطرة القديمة عندما انزلقت قدماه وسقط في النهر، ومنذ تلك اللحظة بدأت رحلة البحث الطويلة، التي مازالت مستمرة إلى حدود صباح اليوم الإثنين 24 مارس الجاري، في انتظار نهاية قد تكون أكثر وجعًا مما يطيق قلب أم محمد المنهك بالبكاء والألم.

النشرة الإخبارية

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا

اشترك

يرجى التحقق من البريد الإلكتروني

لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.

لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق