أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن تجديد الخطاب الديني وإصلاحه لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كان المفتي مؤهلًا لحمل هذه المسؤولية العظيمة، حيث يمثل ركنًا أساسيًا في عملية الخطاب الديني.
تجديد الخطاب الديني وإصلاحه
وأوضح خلال حلقة برنامج "الفتوى والحياة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأثنين، أن المفتي يجب أن يمتلك العلم الشرعي، وأن يكون متصفًا بـحسن السيرة والأخلاق، بالإضافة إلى فهمه العميق لواقع الناس ومقاصد الشريعة الإسلامية.
وأشار إلى أن أول ضوابط تجديد الخطاب الديني هو العلم الشرعي، حيث يجب أن يكون المفتي على بصيرة ووعي شرعي عميق حتى لا يقع في الخطأ أو الانحراف، مستشهدًا بقوله تعالى: "قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني"، مؤكدًا أن العلم هو العاصم الحقيقي من الفتن والتأويل الخاطئ.
كما شدد الدكتور شوقي علام على أن المفتي يجب أن يكون قدوة حسنة في سلوكه وتصرفاته، لأن الناس ينظرون إليه تحت المجهر، معتبرين إياه نموذجًا يُقتدى به، ولذلك فإن حسن الخلق والصدق في العمل هما مفتاح قبول فتواه وتأثيرها في المجتمع.
وأضاف أن المفتي ليس قاضيًا على الناس، ولا يجوز له التشهير بالمستفتين أو تعنيفهم، بل يجب أن يكون لطيفًا في النصيحة، واعيًا بمشاعر الناس، حتى يكون خطابه الديني مؤثرًا ومقبولًا.
وأكد أيضًا على ضرورة أن يكون المفتي مدركًا للواقع الذي يعيش فيه الناس، فلا يصدر فتاوى بعيدة عن حياتهم اليومية، مشيرًا إلى أن بعض المفتين يبنون تصورات غير واقعية ويحاولون فرضها على الناس، مما يجعل الخطاب الديني منفصلًا عن المجتمع، ويفقد تأثيره وفاعليته.
وشدد على أن أي محاولة لتجديد الخطاب الديني لا بد أن تراعي مقاصد الشريعة الإسلامية، موضحًا أن العلم بالمقاصد هو الذي يجعل المفتي أكثر وعيًا بحِكم التشريع وغاياته، وهو ما أشار إليه الإمام الشاطبي حين قال: "لا تحصل درجة الاجتهاد إلا لمن فهم مقاصد الشريعة على كمالها".
0 تعليق