أكد السفير المصري لدى كوريا الجنوبية، خالد عبد الرحمن، أن جهود كوريا لتوطين صناعاتها في مصر، مثل تصنيع الأسلحة الدفاعية وتطوير البنية التحتية، ستسهم في تعزيز التعاون بين البلدين.
جاءت هذه التصريحات خلال مقابلة أجرتها معه وكالة يونهاب للأنباء يوم الإثنين 24 مارس في مقر السفارة المصرية بسيئول، حيث أشار إلى أن المبادرات المصرية في هذه القطاعات تفتح آفاقًا واسعة أمام الشركات الكورية لتوسيع وجودها في مصر، التي تربط بين إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا بفضل موقعها الجغرافي الحيوي.
وقال عبد الرحمن: "نحن في نقطة محورية على طريق التجارة العالمية"، مشيرًا إلى موقع مصر المطل على البحر الأبيض المتوسط شمالًا والبحر الأحمر شرقًا.
وأضاف: "الكلمة المفتاح هنا هي توطين الصناعة في مصر. إذا أرادت الشركات الكورية التعاون مع مصر، يجب أن تشمل عروضها توطين الصناعات داخل البلاد."
وفي هذا السياق، عبر السفير عن أمله في أن تُكلل المفاوضات بشأن تصدير طائرات "إف إيه-50" الهجومية الخفيفة والصواريخ المضادة للدبابات إلى مصر بنتائج إيجابية. وأشاد بتقدم كوريا في تصنيع هذه الأنظمة، معربًا عن تطلعه لتوصل المباحثات الفنية بين المؤسسات المصرية والشركات الكورية إلى اتفاق ناجح. كما اقترح أن تتخذ الشراكات الدفاعية شكل التوطين، مستشهدًا بالقاعدة الصناعية التي تمتلكها مصر في قطاعات الأسلحة والدفاع.
وأوضح أن "التعاون في الصناعات الدفاعية يتيح تبادل الخبرات والتطورات التكنولوجية، مما يمكن البلدين من تصدير هذه المنتجات إلى دول أخرى في إفريقيا أو العالم العربي." ويأتي ذلك في أعقاب صفقة كبرى وقّعتها شركة "هانوا" الكورية مع وزارة الدفاع المصرية في عام 2022 بقيمة تزيد عن 1.6 مليار دولار لتوريد مدافع هاوتزر "كيه 9" ذاتية الدفع، وهي أول دخول لهذا النظام إلى السوق الإفريقية. كما أعلنت "هانوا" العام الماضي عن تصدير أنظمة تحكم للأسلحة إلى مصر، في خطوة تعكس تعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وحدد السفير مجالات واعدة للتعاون تشمل الطاقة، البنية التحتية، التحول الرقمي، والدفاع، مشيرًا إلى أن مصر تعمل على تبسيط اللوائح وتحسين بيئة الاستثمار لجذب رؤوس الأموال الأجنبية. وقال: "مصر تشجع الاستثمارات الكورية من خلال تقديم حوافز في قطاعات مثل الطاقة المتجددة، المدن الذكية، والنقل." وأضاف أن مصر تبني حاليًا 14 مدينة ذكية توفر فرصًا كبيرة للشركات الكورية في مجالات الأجهزة الذكية، الألياف الضوئية، والاتصالات.
كما أشار عبد الرحمن إلى جهود الحكومة المصرية لاستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين القاهرة وسيئول، التي توقفت منذ الثورة المصرية في 2011، لتعزيز السياحة وتسهيل الأعمال التجارية. وقال: "مع تزايد عدد السياح الكوريين الذين يزورون مصر، سيكون استئناف هذه الرحلات مفيدًا للغاية، وكلا الحكومتين تبحثان خيارات لإعادة تشغيلها قريبًا."
وفي سياق الاحتفال بالذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 13 أبريل، كشف السفير عن خطط لتنظيم فعاليات ثقافية ومنتديات اقتصادية لتعزيز التواصل. واختتم بالقول: "يجب على مصر وكوريا مواصلة تعزيز التعاون في التجارة، التكنولوجيا، والبنية التحتية، مع تعزيز التبادل الثقافي لتعميق التفاهم المتبادل والشراكة."
0 تعليق