البرلمان العراقي في أزمة: صراع على منصب رئيس المجلس وتعقيدات المفاوضات

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

المستقلة/- يواصل البرلمان العراقي مواجهة أزمة عميقة تتعلق بانتخاب رئيس جديد لمجلس النواب، بعد أن ظل المقعد شاغراً لفترة طويلة. رغم استمرار العمل بالإجراءات التشريعية والرقابية تحت إدارة محسن المندلاوي، فإن غياب الرئيس يثير جدلاً واسعاً حول استقرار البرلمان والعملية السياسية برمتها.

وفي ظل غياب توافق سياسي واضح، يبرز الحديث عن “انفراجة قريبة” لحل هذه الأزمة، لكن التفاصيل تبقى غامضة ومليئة بالتحديات. قال عضو مجلس النواب شريف سليمان في تصريح لصحيفة “الصباح” إن هناك مؤشرات إيجابية على قرب انتخاب رئيس جديد للبرلمان، رغم وجود بعض الشروط والاختلافات داخل البيت السني حول المرشح التوافقي. وأضاف أن هناك بوادر لانتخاب الرئيس خلال الأيام المقبلة، لكن الوضع الحالي يظل معقدًا.

في المقابل، أكد رئيس كتلة “سند” النيابية، مرتضى الساعدي، أن الوضع القانوني للبرلمان مستقر بفضل إدارة المندلاوي، لكنه شدد على أهمية وجود رئيس جديد لضمان انسجام الموقف السياسي. وقال الساعدي إن هناك خمسة أسماء مرشحة لمنصب رئيس البرلمان، لكنها ما زالت موضع خلاف. كما أشار إلى مطالب بتعديل المادة 12 من النظام الداخلي للبرلمان لفتح باب الترشيح، مما يضيف بعدًا جديدًا للأزمة.

أما عضو مجلس النواب علي شداد الفارس، فقد أكد في حديثه لـ”الصباح” تابعته المستقلة، عدم وجود رؤية واضحة لحسم موضوع انتخاب رئيس البرلمان، مشيرًا إلى أن الأزمة تتعلق أساسًا بغياب شخصية توافقية من المكون السني. وأوضح أن هناك معلومات عن وجود توافق على شخصية معينة، ولكن لا شيء مؤكد بسبب عدم تعديل النظام الداخلي. وأضاف الفارس أن هناك مطالب بعقد جلسة سريعة للبرلمان، لكن لا توجد جلسة قريبة في الأفق، مما يزيد من تعقيد الوضع.

من جانبه، اعتبر رئيس كتلة “حقوق” النيابية حسين مؤنس أن الحل الحقيقي لأزمة منصب رئيس البرلمان يجب أن يكون داخل قبة البرلمان، منتقدًا تدخل الكتل السياسية والأحزاب التي تعقد المشكلة بدلاً من حلها. وأشار إلى أن موضوع المنصب يتعقد بسبب المصالح السياسية المتضاربة، وينبغي أن يُطرح في البرلمان كما هو دون تدخلات خارجية.

يبقى السؤال مطروحًا: هل ستتمكن القوى السياسية من تجاوز الخلافات والوصول إلى توافق حول اختيار رئيس البرلمان؟ أم أن الأزمة ستستمر لتزيد من تعقيد المشهد السياسي في العراق؟

الأيام المقبلة قد تحمل الإجابة، لكن الوضع الحالي يعكس مدى تعقيد العملية السياسية في العراق وضرورة إيجاد حلول فعّالة للتحديات الراهنة .

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق