تتجه واردات وقود الطائرات الأميركية إلى تسجيل أعلى مستوياتها في عامين خلال شهر مارس/آذار الجاري، بدعم من تدفُّق الشحنات الواصلة من مصفاة دانغوتي النيجيرية إلى أميركا الشمالية.
ومن الممكن أن يسهم هذا التدفق في خفض أسعار وقود الطيران في أميركا قبل ذروة موسم السفر في فصل الصيف، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وفي عام 2024، لامسَ إنتاج المصافي الأميركية من وقود الطائرات مستوى قياسيًا؛ ما يعكس الطلب المتزايد نسبةً إلى أنواع وقود النقل الأخرى، مع توقعات بشأن بلوغ معدل استهلاك وقود الطيران في أكبر اقتصاد في العالم مستوى قياسيًا في عام 2026.
وما تزال أكبر مصفاة في أفريقيا تحصل على النفط الخام من المورّدين العالميين لإنجاز عمليات التسليم المحلية مع توسيع نطاق عملياتها.
وتُعدّ الولايات المتحدة مصدرًا رئيسًا للنفط الواصل إلى مصفاة دانغوتي التي تلقّت ما يزيد على 3 ملايين برميل من النفط الخام الأميركي منذ بداية مارس/آذار الجاري.
مورد بديل في حوض الأطلسي
تسلّط شحنات وقود الطائرات التي نقلتها دانغوتي -وهي أكبر مصفاة نفط في أفريقيا بسعة 650 ألف برميل يوميًا- الضوء على إمكان إعادة تشكيل ديناميكيات تجارة الوقود العالمي عبر إنشاء مورد بديل جديد في حوض الأطلسي، بحسب تصريحات محللين وتجّار ووسطاء تخزين.
كما تعكس الشحنات المذكورة نجاح دانغوتي في التنافس مع مصافي النفط الأوروبية على صادرات البنزين، ومن الممكن أن تمثّل شحنات وقود الطائرات المتجهة إلى الولايات المتحدة تحديًا لاقتصادات المنتجين المحليين في أكبر بلدٍ مستهلك للوقود في العالم.
ووصلت 6 سفن محمّلة بنحو 1.7 مليون برميل من وقود الطائرات من مصفاة دانغوتي إلى المواني الأميركية في شهر مارس/آذار (2025)، وفق أحدث الأرقام الصادرة عن شركة تزويد البيانات كبلر، التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المتوقع أن تصل سفينة أخرى تُدعى هافنيا أندروميدا (Hafnia Andromeda) إلى محطة إيفرغلاديس (Everglades) في الـ29 من شهر مارس/آذار الجاري، وعلى متنها حمولة تُقدَّر بنحو 348 ألف برميل من وقود الطائرات، وفق الأرقام نفسها.
وحتى الآن في شهر مارس/آذار (2025)، لامس إجمالي واردات وقود الطائرات الأميركية قرابة 226 ألف برميل يوميًا، مسجلةً أعلى مستوى منذ فبراير/شباط (2023)، بحسب بيانات.

مصفاة دانغوتي
شرعت مصفاة دانغوتي في تصنيع المنتجات النفطية في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، أي في أعقاب سنوات من تأخيرات البناء، ورفعت سعة المعالجة النفطية إلى نحو 85% في أوائل فبراير/شباط الماضي؛ ما يتيح لها بيع المزيد من شحنات الوقود إلى الأسواق العالمية.
وقال محلل السلع في شركة سبارتا كوموديتيز (Sparta Commodities) الأميركية جيمس نويل بيسويك: "من غير المرجّح أن تكون مصفاة دانغوتي موردًا دوريًا لشحنات وقود الطائرات إلى الولايات المتحدة الأميركية، غير أن غلق مصفاة بايواي (Bayway) المملوكة لشركة فيليبس 66 (Phillips 66)، في ولاية نيوجيرسي لدواعي الصيانة، قد ساعد في إتاحة فرصة نادرة لوصول التدفقات من نيجيريا إلى الولايات المتحدة الأميركية"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف بيسويك أنه من المرجّح أن يُغلَق الباب قريبًا أمام تدفُّق واردات أميركا من وقود الطيران، أو حتى خفضها، على الأقل؛ نتيجة الزيادة في مخزونات الولايات المتحدة من هذا الوقود.
من جهته، قال مدير التشغيل في شركة تانك تايغر (TankTiger) ستيفن بارساميان، إن الطلب على استئجار مستودعات تخزين وقود الطيران في هيوستن وميناء نيويورك في أبريل/نيسان المقبل يصل إلى نحو 700 ألف برميل في المتوسط على منصة تانك تايجر للتخزين، موضحًا: "يعادل الرقم المذكور ما يتراوح بين 5 و6 أضعاف متوسط الطلب الشهري".
ويرجّح بارساميان أن تسهم الزيادة في الطلب على وقود الطيران -التي تُعزى جزئيًا إلى تدفُّق الإمدادات الواصلة من نيجيريا- بخفض أسعار هذا الوقود في الولايات المتحدة الأميركية قبل ذروة موسم السفر خلال فصل الصيف.
لكن على الرغم من الأسعار المنخفضة، من الممكن أن تتأثر رحلات الطيران خلال فصل الصيف بفعل الرياح المعاكسة الاقتصادية الناجمة عن عمليات بيع المخزون في السوق وتراجع ثقة المستهلك، بحسب ما قاله محلل السلع في شركة سبارتا كوموديتيز الأميركية جيمس نويل-بيسويك.
ولامست مخزونات وقود الطائرات في الولايات المتحدة 45.2 مليون برميل في نهاية فبراير/شباط الماضي، مسجّلةً أعلى مستوياتها على الإطلاق في هذا الشهر منذ عام 1999، وفق أرقام صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1.واردات وقود الطائرات الأميركية تتجه إلى الزيادة من وكالة رويترز
0 تعليق