مجزرة دارفور.. اتهامات للجيش السوداني بقتل مئات المدنيين في قصف دموي

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في واحدة من أعنف الضربات منذ اندلاع الحرب في السودان، اتُهم الجيش السوداني بشن قصف جوي مروع على سوق شعبي بمدينة "طرّة" شمال إقليم دارفور، ما أدى إلى مقتل مئات المدنيين وإصابة العشرات بجروح خطيرة، وفقًا لما أعلنته مجموعة "محامو الطوارئ"، وهي جهة حقوقية تطوعية تُعنى بتوثيق جرائم الحرب والانتهاكات الإنسانية.

الحادثة التي هزّت الإقليم الغربي تعكس فصلاً جديدًا من فصول الحرب العبثية التي تدفع ثمنها المجتمعات المحلية.

جثث متفحمة وركام مشتعل وسط صمت دولي

صور مروعة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر جثثًا متفحمة وركامًا محترقًا وأكوامًا من الحطام، قيل إنها التُقطت في أعقاب القصف الذي ضرب السوق الشعبي في "طرّة"، وتحديدًا قرب مستشفى المدينة.

رغم تعذر التحقق من الصور بشكل مستقل، فإن شهادات السكان والمراسلين المحليين تتطابق حول حجم المأساة الإنسانية التي وقعت في مكان يعج عادة بالمدنيين والأطفال والباعة المتجولين.
 

محامو الطوارئ: ما حدث جريمة حرب كاملة الأركان

البيان الصادر عن "محامو الطوارئ" وصف القصف بأنه "عشوائي وغير مبرر"، معتبرًا أنه يشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي وجريمة حرب ممنهجة.

المجموعة أكدت أن العدد الدقيق للضحايا لم يُحص بعد، بسبب "كثرة الجثث المتفحمة"، وهو ما يعقّد من جهود التوثيق. ودعت إلى فتح تحقيق دولي عاجل ومحاسبة جميع المتورطين.

قوات الدعم السريع: الجيش ارتكب مذبحة بحق المدنيين

قوات الدعم السريع، التي تسيطر على المنطقة المستهدفة، سارعت إلى إصدار بيان اتهمت فيه الجيش السوداني بارتكاب "مذبحة مروعة"، مؤكدة أن القصف كان متعمدًا واستهدف السوق في ذروة الازدحام.

البيان وصف القصف بأنه جزء من سياسة ممنهجة لترهيب المدنيين وإشعال مزيد من الفوضى، في حرب باتت تزداد وحشية يومًا بعد آخر.

دارفور تنزف من جديد وسط غياب العدالة

الحادثة أعادت إلى الأذهان المجازر التي شهدها إقليم دارفور في العقود الماضية، حين تحولت المدن والقرى إلى ساحات قتل وتهجير جماعي.

واليوم، تعود الدماء لتغسل شوارع طرّة مجددًا، دون أي بوادر لحل سياسي أو تحرك دولي جاد، في ظل انشغال العالم بصراعات أخرى.

وسط هذا التصعيد الدموي، ما زالت الدعوات الحقوقية تتصاعد لإجراء تحقيق مستقل في الجرائم المرتكبة في السودان.

المنظمات الحقوقية تحذر من أن الصمت الدولي يمنح مرتكبي الجرائم غطاءً للاستمرار، ويؤسس لواقع من الإفلات من العقاب، ما يطيل أمد الصراع ويضاعف المعاناة الإنسانية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق