أظهرت أحدث دوريات المركز المشترك للبحوث التابع للمفوضية الأوروبية أن ظروف “الجفاف الشديد” التي ضربت المغرب منذ فصل الخريف أدت إلى “نقص في تراكم الكتلة الحيوية” بأقل من المتوسط في النظام البيئي المعتاد، وأضرّت بالمحصول الزراعي الشتوي بشكل غير قابل للإصلاح.

وحسب التقرير الذي صدر مطلع الأسبوع الجاري، واستند في حالة المملكة وتونس والجزائر إلى أجهزة الاستشعار عن بعد، فإن هذه الأضرار “غير قابلة للإصلاح بالنسبة للمحاصيل الزراعية الشتوية”، وهو ما دفع إلى تقييم محاصيل الحبوب المغربية بتوقعات تحقيق آفاق سلبية (أقل بنسبة 26 بالمائة من المتوسط الخمسي بالنسبة للقمح الصلب والشعير).

وتابع المصدر ذاته: “هناك عدد من المناطق التي تثير القلق، وستعتمد على الظروف الجوية القادمة لتحديد مصيرها في أوروبا، وهناك بعض المناطق التي تأثرت فيها المحاصيل بشكل لا يمكن إصلاحه، وتقتصر على أجزاء من رومانيا وبلغاريا، بالإضافة إلى (حالات أكثر خطورة) في المناطق الشرقية من أوكرانيا، والمغرب، وغرب الجزائر”.

بالنسبة للجزائر وتونس رصد المركز الأوروبي ذاته في المناطق الوسطى (مثل تيارت، عين الدفلى ومدية)، والشمالية الشرقية من الجزائر، أن الأمطار الغزيرة في فبراير مكنت المحاصيل الشتوية من بداية التعافي.

ووضع المصدر توقعات بالنسبة للجارة الشرقية في نسبة “أعلى وتتماشى مع المتوسط الخمسي بالنسبة للقمح الصلب والشعير”؛ وفي ما يخص تونس أورد أن “المحاصيل تقترب من المرحلة التناسلية مع تراكم كتلة حيوية فوق المتوسط أو أعلى بكثير من المتوسط، بفضل توزيع موسمي مواتٍ للأمطار، والتوقعات أكبر بكثير من المتوسط الخمسي بالنسبة للحبوب”.

ويعد “JRC MARS Bulletin” التقرير الدوري الصادر عن المركز المشترك للبحث التابع للمفوضية الأوروبية، ويعنى بمراقبة حالة المحاصيل الزراعية في أوروبا وبقية مناطق العالم، وبعتمد على نظام “MARS” في تقديم تحليلاته الدقيقة بشأن تطورات المحاصيل الزراعية وعلاقتها بالظروف المناخية.

حري بالذكر أن ما تم رصده في التقرير سالف الذكر بخصوص المغرب وبقية العالم تمت دراسته منذ فترة غير محددة إلى حدود 15 مارس الجاري.