انتقد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، يوم الخميس، قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع الرسوم الجمركية على مجموعة واسعة من السلع، معتبرًا أن تلك الخطوة تُهدد الاقتصادين الأمريكي والعالمي على حد سواء.
جاءت تصريحات لولا في ختام زيارة استمرت 4 أيام إلى اليابان، حيث عبّر عن "قلقه البالغ" إزاء ما وصفه بسلوك الإدارة الأمريكية، مؤكدًا أن هذه الإجراءات تُضعف من مبدأ التجارة الحرة والنظام التجاري متعدد الأطراف.
رسوم ترامب تُربك الاقتصاد العالمي وتُهدد المستهلك الأمريكي
أشار لولا إلى أن فرض رسوم بنسبة 25% على واردات السيارات، والذي أعلنه ترامب مؤخرًا، سيؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع للمستهلك الأمريكي، مما يُفاقم التضخم ويُجبر الاحتياطي الفيدرالي على رفع معدلات الفائدة، وهو ما قد يُبطئ وتيرة النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.
وقال عبر مترجم: "ترامب رئيس للولايات المتحدة وليس للعالم"، مضيفًا أن "الإجراءات الحمائية لا تخدم أي دولة في نهاية المطاف".
من جهته، أكد رئيس وزراء اليابان، شيغيرو إيشيبا، خلال لقائه مع لولا، أنه يسعى للحصول على إعفاء رسمي من الرسوم الأميركية على واردات السيارات اليابانية، مشيرًا إلى اتفاق الطرفين على تعزيز الشراكة بين البرازيل واليابان في مجالات الاقتصاد والتجارة والأمن.
كما وصف كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، يوشيماسا هاياشي، قرار ترامب بأنه "مؤسف للغاية"، مؤكدًا أن اليابان "تحث بشدة" على استثنائها من هذه الإجراءات التي تهدد مكانتها كمصدر رئيسي للسيارات إلى السوق الأمريكية.
البرازيل تلوّح بشكاوى دولية ورسوم انتقامية
تعد البرازيل من أبرز مصدري الصلب إلى الولايات المتحدة، وهو ما يجعلها من الدول المتضررة مباشرة من السياسة الجمركية الجديدة. وأوضح لولا أن حكومته تُجري دراسات قانونية لتقديم شكاوى رسمية لمنظمة التجارة العالمية (WTO)، كما تدرس إمكانية فرض رسوم مضادة على واردات أمريكية ردًا على الخطوات الأخيرة.
قرار ترامب الأخير بفرض الرسوم الجمركية لم يواجه رفضًا من اليابان والبرازيل فقط، بل أثار ردود فعل غاضبة من كندا، المكسيك، الصين، والاتحاد الأوروبي، حيث بدأت هذه الدول تدرس فرض إجراءات انتقامية قد تُشعل فتيل حرب تجارية عالمية تُهدد استقرار الأسواق والاقتصادات.
0 تعليق