رفعت عيني للسما , عبّر المخرج المصري أيمن الأمير عن استيائه الشديد من قرار استبعاد فيلمه الوثائقي من المشاركة في الدورة 51 من مهرجان جمعية الفيلم المصري، المزمع انعقاده في أبريل المقبل . ووصف الأمير هذا القرار بـ”الظلم الكبير” ليس فقط لفيلمه ، وإنما للأفلام التسجيلية والسينما عموماً .
الفيلم الذي أخرجه الأمير بالمشاركة مع زوجته المخرجة ندى رياض، حصل على جائزة “العين الذهبية” لأفضل فيلم وثائقي في الدورة الـ77 لمهرجان “كان” السينمائي، وشارك في مسابقة “أسبوع النقاد” بالمهرجان ذاته، رغم أن جميع الأفلام الأخرى كانت روائية.
وأشار الأمير عبر صفحته على “فيسبوك” إلى أن الفيلم عُرض تجارياً في مصر في 22 دار عرض، كما يُعرض حالياً في أكثر من 60 صالة سينما بفرنسا، وتساءل: “ماذا علينا أن نفعل حتى يُعامل الفيلم التسجيلي باحترام ومساواة في مصر؟”.
قضية التفرقة: أزمة لائحة أم فكر تقليدي؟
يرى الأمير أن التفرقة بين الأفلام الروائية والتسجيلية أمر “عفا عليه الزمن”، خاصة مع تطور المفاهيم السينمائية عالمياً. وأوضح أن فيلمه يحتوي على جميع عناصر السينما: كتابة، تصوير، موسيقى، إخراج، إنتاج، وحتى الأفيش، شأنه شأن أي فيلم روائي.
وأشار إلى أن عدة أفلام وثائقية في السنوات الأخيرة، بينها فيلمان فازا بـ”الدب الذهبي” في مهرجان برلين، نافست بقوة في مهرجانات دولية إلى جانب أفلام روائية، دون تمييز في المعاملة أو الجوائز.
من جهتها، انتقدت الناقدة صفاء الليثي موقف إدارة مهرجان جمعية الفيلم، مشيرة إلى أن اللائحة الحالية لا تواكب الزمن. وأضافت أن المهرجانات الدولية الكبرى لا تفرق بين النوعين، حيث تضع كل الأفلام الطويلة، سواء روائية أو تسجيلية، ضمن مسابقة واحدة تحت إشراف لجنة تحكيم موحدة.
وأبدت دهشتها من موقف الدكتور محمود عبد السميع، رئيس الجمعية والمهرجان، خاصة أنه يُعد من أبرز مصوري السينما التسجيلية في مصر، مؤكدة أن الفيلم لا يُعد تسجيلياً خالصاً، بل يتضمن لمسات خيالية.
رئيس المهرجان يعلق على إستبعاد فيلم رفعت عيني للسما
في المقابل، أكد الدكتور محمود عبد السميع تمسكه بموقفه من استبعاد الفيلم، مشدداً على أن التمييز بين الروائي والتسجيلي ضروري، وأن المقارنة بين النوعين “غير منطقية”، لأن الفارق بينهما يتجاوز الفكرة والسيناريو، ولا يمكن الحكم عليهما بمعيار واحد أو لجنة واحدة، على حد قوله.
وأضاف أن اللائحة المعمول بها منذ تأسيس المهرجان واضحة، ولم تكن المشكلة فيها، بل في رؤية البعض لإمكانية دمج النوعين داخل مسابقة واحدة، وهو أمر يرفضه تماماً، رغم اعترافه بقيمة الفيلم .
فيلم “رفعت عيني للسما”: صوت نسائي من قلب الصعيد
الفيلم يتناول قصة فرقة “بانوراما برشا” المسرحية في قرية برشا بصعيد مصر، وهي فرقة أنشأتها مجموعة من الفتيات لطرح قضايا تؤرقهن، مثل الزواج المبكر، والعنف الأسري، وحق الفتيات في التعليم. وتعتمد الفرقة على عروض تُقدم في شوارع القرية، بهدف نشر الوعي وتحفيز التغيير المجتمعي.
منذ عرضه الأول في مهرجان “كان”، حظي الفيلم باهتمام نقدي وجماهيري كبير، وأصبح مثالاً على قدرة السينما التسجيلية على تقديم قضايا واقعية بلمسة فنية وإنسانية، تستحق أن تُعامل على قدم المساواة مع غيرها من الأعمال الروائية.
0 تعليق