الإقصاء من اجتماع وزراء الخارجية ببروكسيل ينتظر جبهة "البوليساريو"

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تتجه الأنظار نحو العاصمة البلجيكية بروكسيل، حيث يترقب الجميع اجتماع وزراء الخارجية المقرر في ماي المقبل، تحضيرًا لقمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي. ومع اقتراب هذا الحدث تتصاعد مخاوف جبهة البوليساريو من استبعادها من المشاركة، في ظل الضغوط الدبلوماسية المغربية المكثفة والتغيرات الأخيرة في مواقف الاتحاد الأوروبي تجاه هذا الكيان الذي لا يحظى باعتراف دولي واسع.

هذه التطورات تثير تساؤلات حول مصير التمثيلية الصحراوية في هذا الاجتماع، وما إن كانت ستواجه إقصاءً جديدًا يعمق عزلتها في الساحة الدولية. وكان المغرب قد نجح في السنوات الأخيرة في تحقيق اختراقات دبلوماسية كبيرة، سواء داخل الاتحاد الأفريقي أو في علاقاته الثنائية مع دول الاتحاد الأوروبي، مما ساهم في تقويض حضور البوليساريو في المحافل الدولية.

وفي هذا السياق، يرى مراقبون أن الاجتماع المرتقب قد يكون محطة جديدة في سلسلة الإقصاءات التي تواجهها الجبهة، خاصة بعد قرارات سابقة للاتحاد الأفريقي بمنع مشاركة أي كيان لا يتمتع بالتمثيلية الدولية في القمم الكبرى، إلى جانب الدعم المتزايد لمغربية الصحراء من قبل دول أوروبية مؤثرة مثل فرنسا.

ويرى الحسين كنون، محام ورئيس المرصد المغاربي للدراسات السياسية الدولية، أن استبعاد جبهة البوليساريو من اجتماع وزراء الخارجية ببروكسيل أمر “مؤكد”، مرجعًا ذلك إلى “التحركات الدبلوماسية المغربية الناجحة”.

وذكّر كنون، في تصريح لهسبريس، باتخاذ الاتحاد الأوروبي، مؤخرًا، قرارًا بإلغاء لجنة كانت تضم تمثيلية البوليساريو ضمن هياكله، “وهو ما يعكس تراجعًا واضحًا في الدعم الأوروبي للجبهة”، يقول المتحدث ذاته، مشيرا إلى أن هذا الإنجاز يعود بالأساس إلى “الدبلوماسية الملكية والعلاقات القوية التي تربط المغرب بالدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والتي تفوقت على أي محاولات للالتفاف على هذا التوجه”.

وأبرز أن الاتحاد الأوروبي، “رغم قرارات معزولة” مثل حكم محكمة العدل الأوروبية الأخير، الذي ألغى اتفاقيات الصيد البحري والفلاحة مع المغرب، يظل ملتزمًا بشكل عام بالشراكة مع المغرب، مضيفا أن المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي صادقا على هذه الاتفاقيات، مما يعكس وجود أغلبية داعمة للمغرب داخل المؤسسات الأوروبية.

وأكد الخبير في العلاقات الدولية أن غياب الاعتراف الدولي بالبوليساريو من قبل أي دولة في الاتحاد الأوروبي “يجعل مشاركتها في الاجتماع المقبل أمرًا مستبعدًا تمامًا”، مبرزاً أن المغرب يعمل “بهدوء وبأوراق دبلوماسية قوية”، مستفيدًا من حضوره المؤثر داخل الاتحاد الأفريقي وشراكته المتقدمة مع الاتحاد الأوروبي، والتي تفوق، حسبه، حتى شراكة دول مثل تركيا مع الاتحاد.

وفي تحليله للمستقبل، يرى رئيس المرصد المغاربي للدراسات السياسية الدولية أن الواقع السياسي والدبلوماسي يؤكد أن “أي مناورات لفرض تمثيلية البوليساريو ستصطدم بالرفض القانوني والدبلوماسي المغربي”. وخلص إلى أن المغرب “بفضل موقعه القوي في الاتحاد الأفريقي وعلاقاته المتميزة مع الاتحاد الأوروبي، سيواصل فرض رؤيته في هذا السياق”.

من جهته، يشير المحلل السياسي والأمني محمد شقير إلى أن البوليساريو سبق أن استبعدت من العديد من القمم الدولية التي جمعت الاتحاد الأفريقي مع تجمعات إقليمية أو دول مثل الاجتماع الأفريقي الخليجي والاجتماع الأفريقي الياباني.

وأوضح شقير، في حديث لهسبريس، أن هذا الإقصاء جاء بعد قرار الاتحاد الأفريقي منع مشاركة أي عضو لا يتمتع بالتمثيلية الدولية في مثل هذه الاجتماعات، وهو ما يضع البوليساريو في موقف ضعيف للغاية أمام الاجتماع المرتقب في بروكسيل، يتابع المحلل السياسي ذاته.

وأكد أن الاعتراف الفرنسي الأخير بمغربية الصحراء يشكل نقطة تحول كبيرة، حيث من المتوقع أن تمارس فرنسا ضغوطًا كبيرة لمنع مشاركة البوليساريو في اجتماع وزراء الخارجية ببروكسيل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق