هنجيب زبادي ولا حشيش.. رسالة وزارة الأوقاف في ليلة العيد

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تطرح في أول ليلة عيد بعض الأسئلة الساخرة، مثل "هنجيب زبادي ولا حشيش؟!"، وكأن العيد أصبح موسمًا للغفلة والعودة إلى المعاصي، بدلاً من أن يكون فرصة لاستمرار الخير الذي بدأناه في شهر رمضان المبارك ونرصد رد وزارة الأوقاف من خلال تحيا مصر في السطور التالية.

في هذه اللحظات، يظهر التناقض بين الأجواء الروحانية التي عشناها خلال الشهر الفضيل، وبين تراجع البعض عن العزيمة الصادقة بعد رمضان، وكأن العيد هو وقت للانتكاسة بدلًا من استمرارية الأعمال الطيبة.

إلى أين اختفى العزم؟

لقد عشنا شهر رمضان في حالة من العبادة والتقوى، وحققنا الكثير من الطاعات من صلاة وقرآن ودعاء، فهل يعقل أن نضيع كل ذلك في ليلة واحدة؟! في الوقت الذي كان فيه أئمة المساجد يدعون الناس للاستمرار على الطاعة والتزام طريق الخير، نرى البعض يتساهل في الليلة التي تلي رمضان

 ويتسأل بتساؤل ساخر: "هنجيب إيه لسهرة العيد؟". هذا الأمر يؤكد خطورة التراجع عن الطاعات بعد رمضان، وهو ما حذر منه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا} [النحل: 92].

الدعوة للاستقامة بعد رمضان

الاستقامة هي صفة المؤمنين الذين يسيرون على طريق الخير دائمًا، ليس فقط في رمضان، بل طوال العام. 

ويجب أن نتذكر أنه بعد رمضان، كان علينا أن نثبت ونستمر في الطاعات وأن لا نعود إلى المعاصي مرة أخرى. 

ويذكرنا القرآن الكريم بضرورة الاستمرار على الاستقامة بعد أن نقول "ربنا الله": {إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَـٰمُوا} [فصلت: 30]. من هنا، تصبح العودة إلى المعاصي بعد رمضان بمثابة خسارة كبيرة للإنسان في دنياه وآخرته.

الاحتساب والتوبة في العيد

من الملاحظ أن بعض الشباب يهدرون فرصة الاحتساب في ليلة العيد، وبدلاً من أن يتوجهوا إلى الله بالدعاء والتضرع له، كما كان يفعل الصحابة، نجدهم منشغلين بأسئلة عن أشياء غير مهمة، مثل "ماذا سنحضر للسهرة؟".

 الصحابة كانوا يبكون في هذه الليلة خوفًا من عدم قبول أعمالهم في رمضان، ولكن للأسف، البعض منا قد ينسى هذه المشاعر ويتحول إلى الانشغال بالأمور الدنيوية.

المجاهرة بالمعصية

المشكلة الكبرى لا تكمن فقط في المعصية نفسها، بل في المجاهرة بها، كأنها أمرٌ يفاخر به الشخص. ففي حديث النبي ﷺ: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين" (متفق عليه)، نعلم أن الذنب قد يغفر إذا تاب الإنسان، لكن إذا تمادى في المجاهرة بالمعصية، فإن ذلك يصبح أخطر من الذنب نفسه. ولذلك، يجب أن نحرص على إخفاء المعاصي والتوبة عنها بدلًا من التباهي بها.

الاستمرار في طريق الخير

منذ بداية رمضان، كنا نرفع أكفنا بالدعاء ونطلب من الله أن يتقبل منا، وتذوقنا طعم التوبة والاستغفار. 

هل يعقل أن نقوم بالجهر بالمعصية بعد ذلك؟ تذكَّروا أن "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل" (متفق عليه)، فما يهم ليس فقط أن نعبد في رمضان، بل أن نستمر في هذا الطريق وأن نعمل دائمًا على توسيع دائرة الطاعات. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق