مع اقتراب عيد الفطر، تعيش أسواق الدار البيضاء، وخاصة أسواق كراج علال، درب عمر، بنجدية وصولا إلى السوق الشهير "القريعة"، على وقع ازدحام غير مسبوق. فبهذه المناسبة تختار الأسر التوافد بكثافة على هذه الفضاءات التجارية لاقتناء ملابس العيد لأطفالها، وسط أجواء مفعمة بالحيوية، تعكس فرحة العيد رغم التحديات الاقتصادية، شعارهم في كل عملية اقتناء "لبست جديدا وعشت سعيدا"..
في جولة بين المحلات التجارية في منطقة "كراج علال"، بدا واضحًا حجم الإقبال الذي بلغ ذروته أمس السبت بعد اقتراب عيد الفطر، الذي تأبى الأسر إلا أن تكون مناسبة لإدخال الفرحة على قلوب الصغار ممن عاشوا مع البالغين أجواء رمضان المفعمة بالروحانية. ورغم أن الأسعار هذا العام شهدت ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بالسنوات السابقة، إلا أن الإقبال على محلات بيع الملابس سواء بدرب عمر، درب بنجدية وكراج علال كان كبيرا، خاصة لتزامن الأيام الأخيرة من شهر الصيام مع نهاية شهر مارس وحصول أغلب أرباب الأسر من موظفين ومستخدمين وعمال على رواتبهم الشهرية.
وفي هذا السياق يقول "عبد الغني"، وهو أب لطفلين، إنه تفاجأ بارتفاع الأسعار، خاصة في الملابس التقليدية، إذ وصل سعر "الجابادور" للأطفال إلى 300 درهم، في حين كان لا يتجاوز 200 درهم العام الماضي.
أما نعيمة، التي جاءت من حي مولاي رشيد، فتقول إن: "العيد فرحة للأطفال، ولا يمكن أن نمنعهم من كسوتهم رغم الغلاء"، مردفة وهي تحاول أن تقيس إحدى القطع من الملابس على جسد فلذة كبدها: "نحاول البحث عن بدائل في المحلات الشعبية، لكن حتى هناك الأسعار مرتفعة مقارنة بدخلنا".
بين محلات الملابس الجاهزة والبائعين المتجولين، تختلف الجودة والأسعار، ما يجعل الآباء في حيرة من أمرهم. إذ صرح "خالد"، الأب لثلاثة أطفال، أنه: "يحاول الموازنة بين الجودة والسعر"، مشيرا إلى أنه "يفضل شراء قطع متينة حتى وإن كانت أغلى قليلاً"، لأنها "ستدوم لفترة أطول" حسب زعمه.
من جهته، يؤكد أحد التجار أن سبب ارتفاع الأسعار يعود إلى غلاء المواد الأولية وتكاليف النقل، لكنه يشير إلى أن "الإقبال لا يزال كبيرًا، خصوصًا في الأيام الأخيرة قبل العيد".
رغم الغلاء، يظل مشهد الأطفال وهم يختارون ملابس العيد بابتسامة عريضة يعكس المعنى الحقيقي لهذه المناسبة. فأغلب الأسر المغربية، ورغم ضغوط تكاليف المعيشة، يسعون جاهدين للحفاظ على بهجة العيد في أعين الأبناء، في انتظار صباح يوم جديد مليء بالفرح والأمل، يكون تتويجا لشهر الصيام المعروف بأنه شهر للتكالف والتضامن وبهجة القلوب.
0 تعليق