في حديث نادر، أفصح قداسة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية الراحل، عن تفاصيل لقائه الأول بالأنبا باخوميوس، مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، الذي حدث قبل 48 عامًا.
" frameborder="0">
ماذا قال البابا شنودة عن الأنبا باخوميوس؟
قال البابا شنودة: كان ذلك في عام 1948 عندما توجهت إلى الزقازيق لافتتاح مدارس الأحد للأطفال، وهناك شاهدت فتى صغيرًا في الثالثة عشرة من عمره يقود المجموعة بذكاء كبير وينظم الأمور بكفاءة، مما أثار إعجابي بشكل كبير.
وأضاف أن تلك اللحظة كانت بداية معرفته بأنبا باخوميوس، الذي كان في تلك الفترة لا يزال في بداية مسيرته. وأشار إلى أنه التقى به لاحقًا عندما زاره لأول مرة في مغارة ميت الكرمة، حيث كان هو أول من أخذني إلى هناك، حتى أنه كان يستشيرني قبل أن يتوجه إلى أبونا أنجيلوس المحرقي.
واصل حديثه عن أنبا باخوميوس، كاشفًا عن مراحل تطوره في الحياة الرهبانية، حيث أكد أنه قام برسامته راهبًا بعد أن أصبح أسقفًا في أوائل عام 1963.
وقال البابا شنودة: بعد أن تولى منصب الأسقفية، قمت برسامته راهبًا، ومنذ ذلك الحين بدا وكأنه أكبر سنًا من عمره الحقيقي، فقد كان يتمتع بحكمة ورزانة تفوق بكثير ما يتناسب مع سنه.
البابا شنودة: تم اختيار الأنبا باخوميوس بإجماع ومحبة من الكهنة
أشار البابا الراحل إلى أن الأنبا باخوميوس كان يتمتع بصفات فريدة منذ صغره، مما جعله شخصية قيادية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وقد أسهم بشكل ملحوظ في خدمة الكنيسة وإدارة شؤونها بحكمة وتوازن، مؤكدًا أن اختيار الأنبا باخوميوس ليكون أسقفًا في البحيرة تم بإجماع ومحبة من الكهنة.
تحدث قداسة البابا شنودة الثالث عن لحظة اختيار الأنبا باخوميوس ليكون أسقفًا لإيبارشية البحيرة، مشيرًا إلى أن هذا القرار تم بالإجماع وبمحبة من كهنة الإيبارشية، في مشهد اعتبره غير مسبوق.
البابا شنودة عن الأنبا باخوميوس
وأوضح البابا شنودة أنه في أواخر عام 1971، عندما كان يستعد لرسم أسقفين، أحدهما للبحيرة والآخر للغربية، دعا كهنة البحيرة للاجتماع، وكان من بينهم اثنان من الشباب. وتذكر هذا اليوم جيدًا، حيث قال لهم: “يا كهنة البحيرة، هل تقبلونه أسقفًا لكم؟” فأجابوا بالإيجاب. ثم سألهم: “هل ترشحونه بكل قلوبكم؟” فأجابوا مرة أخرى بنعم، وسألهم: “هل ترونه جديرًا بالأسقفية؟” فقالوا نعم، حيث تجسدت المحبة والإجماع بشكل مميز في اختيار الأنبا باخوميوس ليكون أسقفًا لهم.
يعتبر الأنبا باخوميوس من الأسماء اللامعة في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث شغل منصب إدارة إيبارشية البحيرة لعدة سنوات. عُرف بحكمته وقيادته الحكيمة، وقد أسهم بشكل كبير في البطريركية بعد وفاة البابا شنودة الثالث.
0 تعليق