في تطور جديد يعكس إصرار دولة الاحتلال بضوء أخضر أمريكي، على تمرير مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة، أحدثت التصريحات التي أطلقها رئيس حكومة الاحتلال، المتهم بارتكاب جرائم إبادة في غزة، بنيامين نتنياهو، موجة من الغضب والاستياء، إذ أعلن أنه سيسمح لقادة حماس بمغادرة قطاع غزة شرط أن تسلم الحركة سلاحها، وأن إسرائيل تعمل على تنفيذ خطة ترامب لنقل سكان غزة إلى دول أخرى.
الأمر الذي رفضته حماس جملة وتفصيلا، ودعا القيادي سامي أبو زهري، الاثنين “كلّ من يستطيع حمل السلاح في كلّ مكان في العالم الى أن يتحرّك ضد خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وقال أبو زهري تعليقا على دعوة نتنياهو حركة حماس إلى إلقاء السلاح وخروج قادتها من غزة، إن تصريحات نتنياهو بأنَّ هدف الحرب هو تطبيق خطَّة ترامب للتَّهجير تؤكِد بشكل جازم بأنَّنا أمام مخطَّط أميركي صهيوني مرتبط بمشروع التَّهجير.
وأضاف أبو زهري في تصريحات صحفية: “إزاء هذا المخطّط الشَّيطاني الَّذي يجمع بين المجازر والتَّجويع، فإنَّ على كلّ من يستطيع حمل السلاح في كلّ مكان بالعالم أن يتحرّك. لا تدَّخروا عبوّة أو رصاصة أو سكّينا أو حجرا، ليخرج الجميع عن صمته، كلُّنا آثمون إن بقيت مصالح أميركا والاحتلال الصهيوني آمنة في ظلِ ذبح وتجويع غزّة”.
من جانبهم، احتشد المصريون عقب صلاة العيد اليوم في جميع الساحات للتعبير عن رفضهم لمخطط التهجير، ودعم القيادة المصرية في موقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين، وفق هيئة الاستعلامات المصرية.
تصريحات أبو زهري فردية
الصحفية الفلسطينية، بلقيس زيادة تقول لـ"الرئيس نيوز"، إن تصريحات أبو زهري، لا يمكن اعتبارها موقف رسمي لحماس، لكون الحركة لم تصدر بيان رسمي بها، لكنها تصريحات فردية يمكن القول إنها تعبر عن وجهة نظر أبو زهري الشخصية، مشيرة إلى أن قرار الدعوة باستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة تطور كبير، فضلا عن كونه يتنافى مع المحادثات التي تجريها الحركة مع المبعوث الأمريكي آدم بوهلر.
وأضافت الصحفية الفلسطينية: "أن وسائل الإعلام الإسرائيلية، تقول إن تعثر المفاوضات، بسبب الاختلاف بشأن توقيت بدء المناقشات بخصوص المرحلة الثانية ووقف الحرب، بالإضافة إلى ذلك، ترفض إسرائيل إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين كما تطالب حماس في إطار الصفقة”.
وتابعت: “علاوة على ذلك، تطالب حماس بالانسحاب الكامل لجيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة كجزء من الصفقة، وهو ما ترفضه إسرائيل”، كما تطلب حماس أن تلتزم إسرائيل بعدم استئناف القتال في القطاع، وتطلب ضمانات دولية لذلك”، وهو ما ترفضه تل أبيب أيضا.
وقال رئيس وزراء الاحتلال إن إسرائيل ستضمن الأمن في غزة وستتيح تنفيذ خطة ترامب في إشارة إلى خطة الهجرة الطوعية.
شروط إسرائيلية
فيما كشف مصدر سياسي إسرائيلي وفق تقارير صحفية عن أن تل أبيب مستعدة لمناقشة إنهاء الحرب على غزة، شرط موافقة حماس على خطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.
ويأتي هذا التطور في وقت أكدت فيه مصادر إسرائيلية أن حماس وافقت لأول مرة على مناقشة إطلاق سراح خمسة أسرى إسرائيليين أحياء دون شروط مسبقة مثل “هدنة” طويلة الأمد.
وبحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن تل أبيب مستعدة لدراسة مسألة إدخال الإمدادات إلى غزة، لكنها تشدد على ضرورة ضمان وصولها إلى المدنيين وليس إلى الفصائل المسلحة.
وأضاف المصدر: “من وجهة نظرنا، جميع الأسرى في قطاع غزة في وضع إنساني، ونطالب بضمانات لسلامتهم خلال الهدنة والمفاوضات”.
ورغم هذا الانفتاح، فإن إسرائيل ترفض بشكل قاطع شروط “حماس” لإنهاء الحرب، متمسكة بالمطالب التي طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطابه أمام الكونجرس الصيف الماضي، والتي تشمل السيطرة الأمنية الإسرائيلية على غزة، ونزع سلاح “حماس”، وإزالة سلطتها في القطاع ووقف التحريض والتعبئة ضد إسرائيل، وإطلاق سراح جميع الأسرى بمن فيهم الجندي هدار غولدين.
ووفقا لخطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، فإن إطلاق سراح جميع الأسرى لدى حماس، سواء الأحياء أو المتوفين، سيتم على مرحلتين: الأولى عند بدء المحادثات، والثانية عند انتهائها. ويرى ويتكوف أن تقسيم الصفقة إلى مراحل متعددة كما جرى سابقا أدى إلى صعوبات وتعقيدات كبيرة، بسبب ما وصفه بـ “انتهاكات حماس المتكررة”.
وأشار ويتكوف إلى أن تجارب الإفراج السابقة شهدت تجاوزات مثل استبدال جثة شيري بيباس، والاحتفالات التي رافقت إطلاق سراح بعض الأسرى، إضافة إلى التعذيب النفسي الذي تعرض له الأسيران غاي غلبوع وإيفاتار ديفيد.
وقال: “لا يمكننا الاستمرار بهذه الطريقة، ولهذا نطالب بإطلاق سراح الأسرى على دفعتين فقط”.
0 تعليق