ترامب , يترقب العالم بشغف وقلق يوم الأربعاء 4 أبريل، الذي أطلق عليه الرئيس الأمريكي اسم “يوم التحرير”، وهو اليوم الذي ينوي فيه فرض رسوم جمركية جديدة على السلع الأجنبية، في إطار خطته لتحرير الولايات المتحدة من التبعية التجارية.
هذا القرار يثير مخاوف واسعة من تداعياته على الاقتصاد العالمي، في ظل تحذيرات من خبراء اقتصاديين أمريكيين من أن الخطوة قد تعود بنتائج عكسية على السوق المحلية والدولية .
ورغم أن الرئيس الأمريكي دافع عن هذه السياسة باعتبارها وسيلة لحماية الصناعات الأمريكية، فإن التحليلات الاقتصادية تشير إلى أن الرسوم الجمركية المرتقبة قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار داخل الولايات المتحدة، وانخفاض القدرة الشرائية للمواطنين، بالإضافة إلى اضطراب حركة التجارة العالمية.
تكهنات حول ولاية ثالثة لـ ترامب وتصريحات مثيرة
أثناء رحلته الجوية من فلوريدا بعد لقائه مع قناة NBC، أدلى الرئيس الأمريكي بتصريحات مثيرة بشأن مستقبله السياس ي، حيث أشار إلى أنه لم يكن يمزح حين تحدث سابقًا عن إمكانية الترشح لولاية ثالثة، رغم أن الدستور الأمريكي يمنع ذلك. وردًا على أسئلة الصحفيين على متن الطائرة، امتنع عن تأكيد ما إذا كان ينوي مغادرة منصبه في عام 2029، وهو ما زاد من الغموض السياسي المحيط بنيّاته المستقبلية.
وتأتي هذه التصريحات في وقت حرج، إذ تتزامن مع انتخابات خاصة، وقرارات اقتصادية كبرى تشمل فرض الرسوم الجمركية الجديدة، إلى جانب التصويت على ميزانية الدولة في مجلس الشيوخ، ما يضع الإدارة الأمريكية أمام أسبوع مزدحم بالأحداث المصيرية.
الأسواق العالمية تستجيب سلبًا على خطة ترامب
عقب إعلان الرئيس الأمريكي عن خطته المرتقبة ، شهدت الأسواق المالية العالمية هبوطًا حادًا. فقد أثار تصريح الرئيس بأن الرسوم الجديدة ستشمل “جميع الدول” موجة قلق عارمة بين المستثمرين، لاسيما بعدما خابت التوقعات بأن هذه الرسوم ستقتصر على الدول ذات العجز التجاري الأكبر مع واشنطن.
وفي آسيا، سجل مؤشر نيكي الياباني انخفاضًا بنسبة 4%، وتراجع مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي بنسبة 3%. أما في أوروبا، فكانت الخسائر كبيرة أيضًا، حيث فقد مؤشر فوتسي 100 البريطاني نحو 1.3%، ليصل إلى أدنى مستوياته خلال أسبوعين، كما هبط مؤشر داكس الألماني ومؤشر كاك الفرنسي بنسبة 2%.
تأتي هذه التطورات لتكشف عن هشاشة الأسواق أمام أي تصعيد تجاري من جانب القوة الاقتصادية الأكبر في العالم، خاصة مع تصاعد التوترات المتعلقة بالحرب التجارية التي قد تدخل مرحلة جديدة أكثر حدة.
نظرة مستقبلية قاتمة أم استراتيجية قوية؟
بينما يرى البعض أن ما يقوم به هو تنفيذ لخطة تجارية تهدف لتحقيق الاستقلال الاقتصادي الأمريكي، يخشى آخرون من أن هذه السياسة قد تعزل الاقتصاد الأمريكي وتؤدي إلى حروب تجارية متبادلة تؤثر على النمو والاستقرار. في كل الأحوال، يبدو أن “يوم التحرير” سيكون نقطة تحوّل كبرى في مسار التجارة العالمية، وستتابعه العواصم العالمية عن كثب، بقلق وتوجس.
0 تعليق