تحتفل الكنيسة اليوم بذكرى نياحة الأنبا كيرلس أسقف أورشليم، الذي يوافق 22 برمهات، وذلك في 31 مارس 2025. في مثل هذا اليوم من عام 386 ميلادية، انتقل الأب القديس الأنبا كيرلس إلى جوار ربه.
معلومات عن الأنبا كيرلس أسقف أورشليم
وُلد القديس الأنبا كيرلس أسقف أورشليم أو في إحدى قراها عام 315 ميلادية، وتم سيامته شمّاسًا في عام 335 ميلادية، ثم قسًا في عام 345 ميلادية. على الرغم من حداثة عهده، كُلّف القس كيرلس بتعليم الموعوظين لإعدادهم لنيل سر المعمودية، كما تم تكليفه بإلقاء العظات في أيام الآحاد والأعياد. في عام 348 ميلادية، تم اختياره ليكون خلفًا للأنبا مكسيموس أسقف أورشليم، وذلك بفضل علمه وتقواه، من قبل أكاكيوس أسقف قيصرية. ومع ذلك، نظرًا لأن أكاكيوس كان أريوسيًا، فقد أثيرت الشكوك حول كيرلس. لكنه سرعان ما دخل في صراع مع أكاكيوس والأريوسيين، مدافعًا عن التعاليم النقية المتعلقة بلاهوت السيد المسيح.
لم يمض وقت طويل على جلوسه على الكرسي حتى نشبت خلافات بينه وبين أكاكيوس، أسقف قيصرية، حول من له الأحقية في التقدم على الآخر. وقد استند كيرلس في موقفه إلى كونه خليفة القديس ماريعقوب الرسول، أحد الرسل الاثني عشر. واستغل أكاكيوس فرصة بيع الأنبا كيرلس لأواني الكنيسة واستخدامها لمساعدة المحتاجين نتيجة مجاعة شديدة أصابت فلسطين، فبذل جهوده في كل الاتجاهات حتى تمكن من إصدار أمر بنفي كيرلس من البلاد، ولم يُنظر في دعواه. في عام 359 ميلادي، استأنف كيرلس قضيته أمام مجمع سلوكية، فاستدعى المجمع أكاكيوس للاستماع إلى حجته، لكنه لم يحضر، مما أدى إلى الحكم بعزله. وطالب المجمع بإعادة كيرلس إلى كرسيه، فتمت إعادته. لكن لم يدم ذلك طويلًا، حيث أغرى أكاكيوس الملك قسطنطس بعقد مجمع في القسطنطينية، وسانده الأساقفة الأريوسيون، مما أدى إلى عقد هذا المجمع في عام 360 ميلادي، الذي أصدر قرارًا بعزل هذا القديس مرة أخرى.
أهم مقالات الأنبا كيرلس أسقف أورشليم
توفي قسطنطس وتولى يوليانوس الحكم، فأصدر أمرًا بعودة الأساقفة المنفيين إلى مناصبهم، وعاد هذا القديس إلى كرسيه في عام 362 ميلادي. وقد قام برعاية شعبه بأمانة ونزاهة. تُعتبر كتاباته، وخاصة “مقالاته للموعوظين”، من أهم أعماله، حيث تتكون من 24 مقالًا، تشمل مقدمة و23 مقالًا آخر. من بين هذه المقالات، تم إلقاء 18 منها خلال فترة الصوم على الذين كانوا يستعدون للعماد، وذلك ربما في عام 350 ميلادي، في كنيسة القبر المقدس. وقد أُلقيت هذه المقالات شفهيًا وسجلها أحد الحاضرين. تحمل هذه المقالات أهمية كبيرة كشاهد على طقس المعمودية وفهمها اللاهوتي في القرن الرابع. أما المقالات الخمس المتبقية، فقد أُلقيت على المعمّدين حديثًا خلال الأسبوع الأول من عيد القيامة، حيث تشرح ليتورجية الأسرار الثلاثة التي نالها المعمّدون في ليلة العيد، وهي: العماد، والميرون، والتناول. بينما يُنسب البعض هذه المقالات الخمس للأسقف يوحنا خليفة القديس كيرلس الأورشليمي، إلا أن الرأي السائد هو أنها من تأليف القديس كيرلس الأورشليمي، مع مراجعة من خليفته.
الأنبا كيرلس أسقف أورشليم يتصدى للأريوسيين
لأنه كان يتصدى للأريوسيين، سعى هؤلاء إلى الملك فالنس الأريوسي لإلغاء قرار يوليانوس، سلفه، الذي كان يقضي بعودة الأساقفة المنفيين إلى مناصبهم. وبهذا، تم نفي هذا القديس للمرة الثالثة، وظل في المنفى حتى وفاة فالنس في عام 379 ميلادي. وعندما تولى ثيؤدوسيوس الكبير الحكم، دعا إلى مجمع المائة والخمسين لمواجهة مقدونيوس، حيث حضر هذا الأب وقاوم مقدونيوس وسابيليوس وغيرهم من المبتدعين، وتوفي بسلام في عام 386 ميلادي.
0 تعليق