في ضربة للرئيس الأميركي دونالد ترامب وحليفه المقرب الملياردير إيلون ماسك، فازت القاضية سوزان كروفورد المدعومة من الحزب الديمقراطي بعضوية المحكمة العليا في ولاية ويسكونسن، متغلبة على القاضي المحافظ براد شيميل، الذي حظي بدعم قوي من الجمهوريين وماسك شخصيًا.  

معركة انتخابية بتأثير وطني

رغم أن الانتخابات كانت محلية، إلا أنها اكتسبت طابعًا وطنيًا بسبب التدخل المباشر لماسك وترامب، حيث قدّم الأخير ملايين الدولارات لدعم حملة شيميل، بهدف تعزيز نفوذ المحافظين في المحكمة العليا للولاية. 
واعتُبر هذا الفوز بمثابة اختبار سياسي مبكر لترامب قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة بعد دعمه العلني للمرشح المحافظ.  

ماسك وتحذيراته من "القضاة اليساريين"

خلال الأيام الأخيرة للحملة الانتخابية، ظهر ماسك على قناة فوكس نيوز، محذرًا من أن انتخاب كروفورد يعني سيطرة "القضاة اليساريين المتطرفين الذين قد يعرقلون أجندة "جعل أميركا عظيمة مجددًا". 

وانتقد بشدة ما وصفه بـ"النشطاء الذين يرتدون زي القضاة"، معتبرًا أن فوزهم يمثل تهديدًا لسياسات الجمهوريين في الولاية.  

تأثيرات انتخابية تتجاوز ويسكونسن

يُنظر إلى هذا الفوز على أنه دفعة معنوية كبيرة للديمقراطيين، الذين كافحوا مؤخرًا لإيجاد رسالة انتخابية قوية لمواجهة ترامب. 
كما أن استمرار الأغلبية الليبرالية في المحكمة العليا للولاية (4-3) قد يكون له تداعيات مباشرة على إعادة رسم الخرائط الانتخابية، وهو ما قد يُضعف سيطرة الجمهوريين على بعض الدوائر الحاسمة في انتخابات الكونغرس المقبلة عام 2026.  

نقطة تحول في المشهد السياسي

يعد فوز القاضية سوزان كروفورد المدعومة من الديمقراطيين في المحكمة العليا بولاية ويسكونسن نقطة تحول مهمة، خصوصًا بعد سلسلة من الانتصارات في ولايات أخرى مثل أيوا وبنسلفانيا، إلى جانب فشل أربعة استفتاءات مدعومة من الجمهوريين في لويزيانا. 
هذا الانتصار جعل الديمقراطيين في موقع هجومي لأول مرة منذ نوفمبر الماضي، ما يمنحهم دفعة قوية قبل الانتخابات المقبلة.  

ماسك والمقامرة السياسية

على الرغم من الأموال الطائلة التي أنفقها الملياردير إيلون ماسك لدعم المرشح الجمهوري براد شيميل، إلا أن فوز كروفورد كشف أن هذه الأموال ربما حفّزت الناخبين الديمقراطيين أكثر من الجمهوريين. 
فقد موّل ماسك حملة بقيمة 11.5 مليون دولار من خلال لجنته السياسية (Super PAC)، إلى جانب 7.7 مليون دولار أخرى لإنفاق إعلاني، وفقًا لشركة AdImpact المتخصصة في تتبع وسائل الإعلام.  

حملة انتخابية غير مسبوقة

لم يسبق أن حاول متبرع واحد التأثير بهذا الحجم على انتخابات قضائية أميركية، بل إن ماسك عرض 100 دولار لكل شخص يوقع على عريضة تعارض ما وصفه بـ"القضاة النشطاء"، كما قدم 50 دولارًا للناخبين الذين ينشرون صورهم أمام مراكز الاقتراع، ما يبرز مدى أهمية هذا السباق بالنسبة له ولحليفه دونالد ترامب.  

أوباما يهنئ كروفورد

بعد فوزها، أكد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أن هذا الانتصار يعزز استقلالية القضاء، قائلاً: "تهانينا على انتخاب قاضية تؤمن بسيادة القانون وحماية الحريات". 

بينما اعتبرت كروفورد أن الانتخابات كانت مصيرية، قائلة أمام أنصارها: هذه الانتخابات ستحدد جميع حقوقنا وحرياتنا الأساسية. 

هل يُعيد الديمقراطيون بناء استراتيجيتهم؟

مع استمرار التنافس السياسي الحاد بين الحزبين، هل يمثل فوز كروفورد بداية لعودة الزخم الديمقراطي في الولايات المتأرجحة؟ وهل سيكون هذا الانتصار مؤشرًا على قدرة الحزب على تحدي ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟