تستعد مصر للإعلان عن إنتاج أول سيارة كهربائية مصنعة محليًا، ومن المقرر أن تظهر السيارة الجديدة في مايو المقبل داخل شركة النصر للسيارات المجهزة بمصنع مصمم لإنتاج 20 ألف سيارة سنويًا، بمعدل 80 سيارة يوميًا.

وكان خالد شديد، الرئيس التنفيذي لشركة النصر للسيارات، أعلن أن أول سيارة كهربائية ستنتجها الشركة ستطرح في مايو المقبل.

أول سيارة كهربائية من إنتاج مصر

ومن المتوقع وفقا للمصادر أن تتراوح أسعار السيارة من 600 ألف جنيه إلى 900 جنيه وفقا لمدى السير والإمكانيات.

ومنذ أسابيع احتفلت شركة النصر للسيارات، بعودتها إلى الإنتاج بعد توقف دام نحو 15 عامًا، وتم إطلاق أول حافلة مصنعة محليًا بنسبة عالية من مكوناتها.

وفي حين يواجه سوق السيارات في مصر تحديات، بما في ذلك انخفاض المبيعات وارتفاع التكاليف، تُذكّر عودة النصر بمشهد تصنيع السيارات المزدهر في مصر سابقًا.

تستهلك مصر حوالي 700 حافلة كبيرة سنويًا وسيُلبي إنتاج النصر جزءًا كبيرًا من هذا الطلب، مع الحد من الاعتماد على السيارات المستوردة.

شهد سوق السيارات المصري في السنوات الأخيرة انخفاضًا كبيرًا في المبيعات بعد فترة من الانتعاش وفي عام 2021، بِيعَت 290 ألف سيارة ركاب، ومع ذلك، انخفض هذا الرقم إلى 110 آلاف سيارة في عام 2023، وفي عام 2024 تراوحت المبيعات بين 120 ألف و130 ألف سيارة.

مصر في وضع جيد لجذب الاستثمار الأجنبي بقطاع السيارات

ومصر في وضع جيد لجذب الاستثمار الأجنبي إلى قطاع السيارات حيث أن هناك عاملان رئيسيان يعززان هذه الإمكانات: الطلب المرتفع، الذي يدعم الإنتاج واسع النطاق ويخفض التكاليف من خلال وفورات الحجم؛ وفرص التصدير.

وتتمتع قدرات القطاعين العام والخاص في مصر بالقدرة على إحداث تحول في صناعة السيارات، بما في ذلك سيارات الركاب والحافلات ومع ذلك، يبقى التحدي الحقيقي الذي يواجه صناعة السيارات هو استراتيجية التسعير، لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية العالمية.

"النصر" أول شركة لتصنيع السيارات في الشرق الأوسط 

وكانت شركة النصر للسيارات أول شركة لتصنيع السيارات في الشرق الأوسط عندما تأسست عام ١٩٦٠ كجزء من مبادرة وطنية لدعم الصناعة المحلية وتعظيم إمكانات الموارد البشرية وكان الهدف الرئيسي للشركة هو قيادة نهضة صناعية من خلال إنتاج سيارات محلية الصنع بالتعاون مع شركات عالمية عملاقة مثل شركة فيات الإيطالية وزاستافا.

في عام ١٩٦٠، أطلقت النصر سيارة رمسيس بالشراكة مع شركة NSU الألمانية، مستفيدةً من أحدث التصاميم الأوروبية وتقنيات ذلك العصر، وعلى مر السنين، طرحت الشركة طرازات مثل نصر ١٢٨ وشاهين، اللتين أصبحتا رمزًا للسيارات المصرية خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي وفي أوج ازدهارها، وظفت الشركة أكثر من ١٢ ألف عامل.

بحلول أوائل ثمانينيات القرن الماضي، حققت شركة النصر إنجازًا هامًا، حيث وصلت معدلات التصنيع المحلي إلى 54% لسيارات الركاب و57% للحافلات والشاحنات ومع ذلك، ورغم نجاحاتها، واجهت النصر صعوبات مالية حادة في التسعينيات، مما أدى إلى تقسيمها إلى كيانين منفصلين.

وفي عام 2008، أُعلن عن خطط لتصفيتها، إلا أن القرار عُدِل عنه لاحقًا، ووُضعت استراتيجية طويلة الأجل لتسوية ديون الشركة، وتوقف الإنتاج تمامًا في عام 2013 واليوم، تشهد النصر إعادة إحياء كجزء من استراتيجية مصر لإنعاش قطاع السيارات، ودعم اقتصادها، وتبني الممارسات الصناعية المستدامة.