تكثيف الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية، بمثابة اختبار للرئيس أحمد الشرع الذي تولى الحكم في البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد، إلا أن تل أبيب لم تترك لـ الشرع خيارا وهي تهدده بـثمن باهظ إذا فكر في أي رد.
اعترفت إسرائيل بأنها استهدفت صباح اليوم الخميس "قدرات وبنى تحتية عسكرية" في دمشق ووسط سوريا، وقالت إنها تنفيذ عملية برية في محافظة درعا، محذرة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع من دفع "ثمن باهظ" في حال تعرضت مصالحها الأمنية في سوريا لأي تهديد.
وقال يسرائيل كاتس وزير الدفاع الإسرائيلي اليوم الخميس إن القوات المسلحة الإسرائيلية ستبقى في المناطق العازلة داخل سوريا وستتحرك للتصدي للتهديدات لأمنها، محذرا الحكومة السورية من أنها ستدفع ثمنا باهظا إذا سمحت لقوات معادية لإسرائيل بالدخول.
وأضاف في بيان أن الضربات الجوية الليلة الماضية على حماة ودمشق هي "رسالة واضحة وتحذير للمستقبل.. لن نسمح بأي ضرر يلحق بأمن دولة إسرائيل".
وأوضح ناطق باسم الجيش الإٍسرائيلي أن "وجود أسلحة في جنوب سوريا يشكل تهديدا لدولة إسرائيل"، مضيفا أن الجيش "لن يسمح بوجود تهديد عسكري في سوريا وسيتحرك لمواجهته".
سوريا تتهم إسرائيل بزعزعة استقرارها
السلطات السورية من جهتها ألقت بالاتهام على إسرائيل بأنها تتعمد زعزعة استقرارها بعد سلسلة غارات طالت ليل الأربعاء وصباح الخميس مواقع عسكرية، وتوغل قواتها جنوبا، ما أسفر عن مقتل 13 سوريا على الأقل، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان.
وبعيدا عن الغارات، تسببتا نيران إسرائيلية في مقتل تسعة سوريين من سكان درعا فجرا في حرج سدّ الجبيلية الواقع بين مدينة نوى وبلدة تسيل، في الريف الغربي للمحافظة "خلال محاولتهم التصدي للقوات الإسرائيلية"، بعد نداءات وجهتها مساجد المنطقة لحث السكان على الجهاد ضد التوغل الإسرائيلي"، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقتلت القوات الإسرائيلية عددا من المسلحين قالت إنهم أطلقوا النار على القوات الإسرائيلية العاملة في تلك المنطقة خلال الليل، فيما ألقت طائرات إسرائيلية، الخميس، منشورات تحذر فيها من أي تجول لمن وصفتهم بـ"المسلحين" في بلدة كويا بريف درعا الغربي جنوبي سوريا، فيما شهدت الأسبوع الماضي البلدة قصفا إسرائيليا أودى بحياة 5 أشخاص، حسب سلطات المنطقة، التي أشارت إلى توغل إسرائيلي ونزوح للأهالي.
إدانة أممية للغارات الإسرائيلية على سوريا
المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا جير بيدرسون استنكر "التصعيد العسكري الإسرائيلي المتكرر والمتزايد"، محذرا من أن هذه الأفعال "تتسبب في زعزعة استقرار" البلد "في توقيت حساس"ـ داعيا تل أبيب إلى وقف الهجمات التي وصفها بأنها قد ترقى إلى انتهاكات خطرة للقانون الدولي، واحترام سيادة سوريا والاتفاقيات القائمة، ووقف الإجراءات الأحادية الجانب على الأرض.
وأضاف "هذه الأعمال تقوض الجهود المبذولة لبناء سوريا جديدة تنعم بالسلام، في الداخل ومع محيطها في المنطقة، كما تتسبب في زعزعة استقرار سوريا في توقيت حساس".
إدانات عربية على الهجوم الإسرائيلي
أدانت مصر في بيان صدر اليوم الخميس عن وزارة الخارجية الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وقال البيان إن القاهرة "تدين بأشد العبارات" الغارات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع عدة في الأراضي السورية. مؤكدة أنها "انتهاك صارخ جديد للقانون الدولي، وتعدٍ سافر على سيادة الدولة السورية واستقلالها ووحدة أراضيها، واستغلال للأوضاع الداخلية في سوريا الشقيقة".
كما أدانت الخارجية الأردنية "بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الأخير" على سوريا، وأضافت في بيان أن هذا العدوان يمثل "خرقا فاضحا للقانون الدولي، وانتهاكا صارخا لسيادة ووحدة سوريا، وتصعيدا خطيرا لن يسهم إلا بمزيد من الصراع والتوتر في المنطقة".
وأكدت "رفض المملكة المطلق واستنكارها الشديدين للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على أراضي سوريا، في خرق واضح لاتفاقية فك الاشتباك للعام 1974 بين إسرائيل وسوريا".
وفي الدوحة، دانت دولة قطر بشدة الغارات الإسرائيلية التي استهدفت 5 مناطق في سوريا وأدت إلى إصابة عشرات المدنيين والعسكريين، وعدتها اعتداء صارخا على سيادة ووحدة سوريا، وانتهاكا سافرا للقانون الدولي.
ودعت وزارة خارجية قطر -في بيان اليوم الخميس- المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لإلزام إسرائيل بالامتثال للقوانين والأعراف الدولية ووقف الاعتداءات المتكررة على الأراضي السورية، بما يحول دون المزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة.
كما وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للغارات الإسرائيلية التي استهدفت خمس مناطق في سوريا، وجددت رفض المملكة القاطع لمحاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلية تهديد أمن واستقرار سوريا والمنطقة من خلال انتهاكاتها للقوانين الدولية.
وفي العراق، دانت وزارة الخارجية اليوم الخميس العدوان الإسرائيلي على مطار حماة والتوغل العسكري المتكرر داخل الأراضي السورية، وذكر بيان للوزارة أن هذه الغارات تؤكد النهج التوسعي العدواني الذي تتبناه حكومة الاحتلال، كما تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وللسيادة الوطنية للدول.
0 تعليق