حضور إسرائيلي قطري في مناورات عسكرية مشتركة.. "بي بي سي" توضح الأسباب والدلالات

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في خطوة مثيرة للجدل والاهتمام في آن واحد، تشارك قطر في مناورات "إينيواخوس 2025" الجوية التي تستضيفها اليونان في قاعدة أندرافيدا الجوّية. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أن هذا الموضوع قد يبدو طبيعيًا للوهلة الأولى، لكن كثيرين استوقفتهم المشاركة القطرية في هذا التدريب، ذلك لأن إسرائيل تشارك هي أيضا في المناورات.

فقطر، تلعب دور الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر، ولا علاقات طبيعية بينها وبين إسرائيل، وطرح تقرير بي بي سي هذا السؤال: "هل هي مجرّد مشاركة عادية تقليدية أم أن لها أبعادا جيوسياسية تتعلّق بمستقبل العلاقات بين قطر وإسرائيل؟"

ما هي مناورات إينيواخوس؟

أشارت صحيفة جريك ريبورتر اليونانية إلى أن تمرين "إينيواخوس" هو تدريب جوّي متعدّد الجنسيات يُقام سنويًا، ويهدف إلى تعزيز الشراكات الاستراتيجية، وتبادل الخبرات، والمساهمة في تحسين الجاهزية القتالية من خلال تنفيذ عمليات جوّية متنوّعة في بيئة تدريبية واقعية.

وإلى جانب اليونان، تشارك هذا العام 11 دولة في هذه التدريبات، من بينها الإمارات وعدد من الدول كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإسبانيا والهند وإيطاليا. وفيما تساهم قبرص بكوادر دعم، تساهم سلوفاكيا والبحرين بمجموعة من المراقبين.

تشارك قطر بطائرات F15، فيما تشارك الإمارات بطائرات ميراج Μ-2000/9، أما إسرائيل فتشارك بطائرة G550، بينما تشارك الولايات المتحدة الأمريكية بطائرات F-16 وKC-46 وKC-13.

وذكرت الصحيفة أن هذه المناورات متعدّدة الجنسيات التي تمتد حتى 11 أبريل الجاري، تتم تحت إشراف مدرسة الأسلحة الجوّية التابعة للقوّات الجوّية اليونانية.

وتغطّي المهام جميع العمليات الجوّية التي تنفّذها القوّات الجوّية اليونانية، مثل: العمليات الهجومية والدفاعية لمكافحة الطائرات، العمليات الجوّية الاستراتيجية، مساهمة القوّات الجوّية في العمليات البريّة والبحريّة، مهام الاستطلاع، البحث والإنقاذ القتالي، الأهداف الحسّاسة زمنيا والأصول الجوّية عالية القيمة.

وتتميّز تدريبات العام الحالي بعدد الطائرات المقاتلة والمروحيات، إذ يُعتبر الأكبر حتى الآن مقارنة مع تمرينات "إينيواخوس" السابقة.

دلالات المشاركة القطرية في المناورات العسكرية

تأتي المشاركة القطرية في إطار تدريبات عسكرية جوّية تشمل إسرائيل، تكتسب دلالات هامة نظرا للظروف التي تمرّ بها المنطقة، لاسيما أن قطر تلعب دورا فاعلا ومحوريا في عمليات الوساطة بين حركة حماس وإسرائيل بعد أحداث السابع من أكتوبر، ونظرا لأن البلدين لا يقيمان علاقات طبيعية.

ولكن، قبيل هذه التدريبات، برزت مؤشرات وضعها البعض في خانة تعبيد الطريق أمام التطبيع القطري الإسرائيلي.

من بينها، ظهور رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن جاسم آل ثاني على قناة إسرائيلية في مقابلة تلفزيونية في أواخر شهر يناير الماضي، إضافة إلى استقبال قطر وفودا إسرائيلية عدة من جهازي الشاباك والموساد في إطار اللقاءات والاجتماعات التي عُقدت في الدوحة.. إلا أن مراقبين استبعدوا أن تكون هذه المحطّات مؤشّرا على تطبيع ٍما يلوح في الأفق.

ونقلت بي بي سي عن الأستاذة في العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية د. ليلى نقولا قولها إنها تستبعد أن تنخرط قطر في مسار التطبيع بمفردها، وقالت في مقابلة مع بي بي سي: "لا أعتقد أن هذه المناورات ستؤدّي إلى فتح باب التطبيع بين قطر وإسرائيل، فمسار التطبيع وضعت له المملكة العربية السعودية سقفا يتمثّل بتأسيس دولة فلسطينية على حدود الـ67 وعاصمتها القدس الشرقية ولا يمكن لأي دولة عربية أن تتخطاه"، بحسب تعبيرها.

وأضافت أنه من الصعب الاعتقاد بأن قطر ستغيّر سياستها وتذهب إلى تطبيع كامل مع إسرائيل بالرغم من أن لديها علاقات تجارية وسياسية "نوعا ما" مع إسرائيل وهي علاقات ساعدتها في إرسال المساعدات إلى الفلسطينيين لاسيما خلال الحرب الأخيرة في غزة، وفق نقولا.

أما عن دلالات المشاركة، فرأت نقولا في المشاركة القطرية في تدريبات تشمل إسرائيل، رغبة قطرية في أن تحافظ على نفسها "شريكا استراتيجيا مهمّا للولايات المتّحدة الأمريكية" وأن تضطلع بدور إقليمي فاعل خاصّة في القضية الفلسطينية، وأضافت نقولا: "على هذا الأساس تريد قطر الاستمرار في المشاركة في مبادرات إقليمية تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية سواء كانت عسكرية أم سياسية أم دبلوماسية، معتبرة أن هذه الرغبة القطرية نابعة من كونها تعرّضت لضغوط كثيرة خلال الحرب في غزة من بينها ضغوط إسرائيلية تطالب بوقف الوساطة القطرية، وهو ما دفعها في بعض الأحيان إلى تعليق هذه الوساطة".

ووفقًا لتقييم نقولا، تريد قطر الاستمرار في لعب دور الوسيط، وفي تثبيت مكانتها كشريك استراتيجي فاعل لواشنطن في المنطقة، لاسيما في ظل الإدارة الأمريكية الحالية.

لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟

وفي السياق، اعتبر الباحث في العلاقات الدولية محمود علّوش أن المشاركة القطرية في تدريب عسكري يضمّ إسرائيل، يأتي في سياق وضع إقليمي متغيّر وإدارة أمريكية تدفع باتجاه تعميق علاقات إسرائيل بدول المنطقة لا سيما الخليجية منها ولكنه أشار في المقابل إلى أن كلّ ذلك لا يؤثر على سياسة قطر تجاه إسرائيل إذ أن القيادة القطرية، ملتزمة بشكل جدّي برفض أي علاقة مع إسرائيل ما لم تتم معالجة القضية الفلسطينية.

ووصف علّوش العلاقات القطرية الإسرائيلية بالـ "استثنائية" موضحا في مقابلة مع بي بي سي نيوز أن انخراط الدوحة منذ فترة طويلة في دبلوماسية التواصل والوساطة بين إسرائيل وحركة حماس، واستضافتها بشكل مستمر وفودًا استخباراتية إسرائيلية، يندرجان في إطار هذه الدبلوماسية.

ورأى علّوش أنه انطلاقا من دبلوماسيتها تجاه إسرائيل، تعتبر قطر التواصل مع تل أبيب عاملا مساعدا لها للتأثير الإيجابي في القضية الفلسطينية، كما أنه يُعزّز مكانتها على مستوى دبلوماسية الوساطة التي تنتهجها.

وبدوره، اعتبر الباحث السياسي القطري د.علي الهيل في مقابلة مع بي بي سي أن الجانب القطري يرحّب بالتطبيع مع إسرائيل، ولكن بشروط، في مقدمتها قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين. وأضاف: “لكن إسرائيل لا تريد قيام دولة فلسطينية مستقلة، وإن قبلت بقيام دولة فهي تريدها غير مستقلة ومنزوعة السلاح”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق