السبت 05 ابريل 2025 | 12:54 مساءً

تراجعت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من ثلاث سنوات، في تأثير مزدوج من زيادة مفاجئة في إنتاج تحالف "أوبك+"، إلى جانب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب. هذه العوامل دفعت الأسواق إلى التراجع، مع توقعات بتقليص الطلب العالمي على النفط في ظل الظروف الراهنة.

خسائر حادة لخام برنت

خسر خام برنت، الذي يُعتبر المؤشر العالمي الرئيس لسوق النفط، أكثر من 10% من قيمته في يومين فقط. كما تراجعت العقود المستقبلية للنفط الأميركي إلى أدنى مستوياتها منذ مايو 2023، وفقاً لما ذكرته وكالة بلومبرغ. كان السبب الرئيسي في هذا التراجع المفاجئ هو عاصفة الرسوم الجمركية التي أعلن عنها الرئيس ترمب، والتي من شأنها أن تؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي العالمي والاستهلاك بشكل عام.

ضربة مزدوجة للأسواق

في خطوة غير متوقعة، أعلن تحالف "أوبك+" عن زيادة في الإنتاج تجاوزت التوقعات بشكل كبير، حيث كانت الزيادة ثلاثة أضعاف ما كان مخططًا له لشهر مايو. ومع هذه الزيادة في المعروض، تواجه أسواق النفط ضربة مزدوجة، حيث تتأثر بتقليص الطلب الناتج عن الرسوم الجمركية، بالإضافة إلى الزيادة المفاجئة في الإنتاج من قبل "أوبك+".

توقعات السوق: خفض التوقعات

تسبب هذا الوضع في اضطراب لدى المتداولين والبنوك الكبرى في وول ستريت، حيث قامت كل من "غولدمان ساكس" و"آي إن جي" بتخفيض توقعاتهما لأسعار النفط. وجاء في تقرير "غولدمان ساكس" أن الخطر الأكبر على أسعار النفط يتمثل في تصعيد الرسوم الجمركية من جهة، وزيادة المعروض من "أوبك+" من جهة أخرى. وأضاف المحللون أن تقلبات الأسعار من المرجح أن تبقى مرتفعة في ظل المخاوف من الركود العالمي.

مخاطر الإمدادات تستمر

على الرغم من هذه الانخفاضات، لا تزال مخاطر الإمدادات قائمة، حيث تواصل إدارة ترمب تهديداتها بتطبيق سياسة "الضغط الأقصى" على الدول المنتجة للنفط مثل إيران وفنزويلا. وإذا استمرت هذه الضغوط، فقد تشهد الأسواق اضطرابات إضافية قد تؤثر على المعروض، ما قد يُصعب بقاء أسعار النفط تحت مستوى 70 دولاراً لفترة طويلة، بحسب ما ذكر موكيش ساهدف، رئيس أسواق السلع العالمية في "ريستاد إنرجي".