عاد رئيس وزراء سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من زيارته الثانية إلى واشنطن في غضون شهرين خالي الوفاض، حيث فشلت الزيارة التي اختتمت يوم الثلاثاء، في تحقيق أي تقدم يذكر، سواء على صعيد تخفيف التوترات التجارية مع الولايات المتحدة أو على مستوى تعزيز موقف إسرائيل ضد إيران.
ورغم الحفاوة التي استقبله بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم الإثنين، فقد وصفت وسائل إعلام إسرائيلية الزيارة بـ"المحبطة" و"المخيبة للآمال"، مما يعكس الفجوة الكبيرة بين التوقعات وما تحقق فعليًا. وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير نشرته قبل ساعات إلى أن الزيارة انتهت بشكل مفاجئ دون إعلانات كبيرة، ما يعزز الانطباع بأنها لم تحقق أهدافها المعلنة.
وكان الهدف الأساسي لنتنياهو هو إقناع ترامب بإلغاء الرسوم الجمركية المفروضة حديثًا على السلع الإسرائيلية بنسبة 17%، لكن ترامب رفض التراجع عن هذه السياسة، مؤكدًا أن الدعم الأمريكي السنوي لإسرائيل، البالغ 4 مليارات دولار، يبرر موقفه.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" في مقال نشر اليوم عن مصادر دبلوماسية أن نتنياهو غادر المكتب البيضاوي دون أي تعهد ملموس، مما أثار استياءً في أوساط الوفد الإسرائيلي.
وأكدت صحيفة "تورنتو ستار" الكندية أن هذا الفشل يفاقم الضغوط الاقتصادية على إسرائيل، خاصة مع عجز تجاري يصل إلى 7.4 مليار دولار مع الولايات المتحدة.
بينما أشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن الإسرائيليين كانوا يأملون في تسجيل نقطة دبلوماسية على الأقل، لكن النتيجة كانت مخيبة للآمال.
في سياق آخر، أعلن ترامب عن محادثات غير مباشرة مع إيران عبر سلطنة عمان، تبدأ يوم السبت، وهو ما شكل صدمة لنتنياهو الذي يسعى لمواجهة عسكرية مع طهران.
وأفادت صحيفة "الجارديان" البريطانية في تقرير نشر مساء أمس الإثنين أن إسرائيل لم تكن على علم مسبق بهذه الخطوة، مما أثار تساؤلات حول مدى تنسيق السياسات بين الحليفين.
وأكدت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن الوفد الإسرائيلي شعر بالإحباط بعد هذا الإعلان، بينما نقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول أمريكي أن ترامب يفضل الحلول الدبلوماسية على التصعيد العسكري، وهو ما يتعارض مع رؤية نتنياهو.
وقالت صحيفة "تورنتو ستار" إن هذا التطور قد يعيد تشكيل ديناميكيات المنطقة بطريقة تضعف موقف إسرائيل.
وخلال المؤتمر الصحفي المشترك، اضطر نتنياهو لسماع مواقف تخالف أجندته، مثل دعوات لوقف الحرب على غزة وتأكيد ترامب على تجنب حرب إقليمية.
ونقلت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" عن محللين أن ترامب بدا أكثر تركيزًا على أولوياته الداخلية، بينما حاول نتنياهو دون جدوى إعادة توجيه النقاش نحو إيران وسوريا.
وأشارت "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن نتنياهو واجه موقفًا محرجًا عندما أكد ترامب أن الولايات المتحدة لن تقود أي عمل عسكري كبير في الشرق الأوسط، مما يقوض استراتيجية نتنياهو القائمة على الضغط العسكري.
وأوضحت "ذا تلغراف" البريطانية أن هذا الموقف يعكس تحولًا في نهج ترامب مقارنة بولايته الأولى، مما جعل الزيارة تبدو بلا جدوى من منظور إسرائيلي.
اقتصاديًا، أكدت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن فشل نتنياهو في إلغاء الرسوم الجمركية يهدد بتفاقم الأزمة الاقتصادية في إسرائيل، بينما حذرت "وول ستريت جورنال" من أن هذه السياسة قد تؤدي إلى تباطؤ النمو وارتفاع الأسعار محليًا.
ونقلت "فورين بوليسي" عن خبراء أن الزيارة كشفت حدود النفوذ الإسرائيلي في ظل إدارة ترامب الجديدة، بينما أشارت "تورنتو ستار" إلى أن نتنياهو عاد دون أي إنجاز ملموس، مما يعزز الانطباع بتراجع مكانته في واشنطن.
وفي تقرير نشرته "واشنطن بوست" مساء الإثنين، أكد دبلوماسيون أن الزيارة بدت "متسرعة" و"غير مخطط لها بعناية"، مما أضعف موقف نتنياهو أكثر.
بهذا، يبدو أن نتنياهو، الذي سعى لتعزيز موقفه عبر هذه الزيارة الثانية في وقت قياسي، قد عاد بخفي حنين، حيث لم يحقق أي مكاسب تذكر، بل واجه واقعًا يعكس تراجع نفوذه في واشنطن.
وأكدت "ذا تلغراف" أن هذا الفشل قد يزيد من الضغوط الداخلية عليه، بينما رأت "تورنتو ستار" أن الزيارة كشفت عن هشاشة العلاقة مع الولايات المتحدة في ظل إدارة ترامب الحالية.
وختمت "نيويورك تايمز" تقريرها بالقول إن عودة نتنياهو المبكرة ودون نتائج واضحة قد تعكس أزمة ثقة متزايدة بين الحليفين، مما يترك إسرائيل أمام تحديات متصاعدة دون دعم أمريكي قوي كما كان متوقعًا.
0 تعليق