أكدت فاطمة حسن الرميحي، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام، مساء الثلاثاء، أن “المشاريع السينمائية المغربية التي تنال دعمًا تبقى أصلية كما جرى التقدُّم بها، بلا أي إمكانية للتدخل فيها من قبل المؤسسة”، وفق قولها، موضحةً أن “هذه المشاريع، بعد دعمها، لا تغدو بالضرورة في ملكية الهيئة القطرية، وبالتالي لا يمكن المساس بها أو التصرف فيها”، وزادت: “دعمنا يخصّ الأفلام فقط، دون أي امتداد لملكيتها أو مضمونها”.
الرميحي، وهي تتفاعل مع سؤال جريدة هسبريس: “هل المنح التي تنالها مشاريع مغربية تضمن الحفاظ على أصالتها من ناحية المضامين، أم يمكن التدخل فيها بكيفيةٍ ما؟”، صرّحت بأن “المحتويات لا يطالها أي تغيير قبل دعمها”، مردفة: “المؤسسة إما تحتضن المشروع أو تتركه. لا نفعل ذلك وفق شروط معيَّنة. وهذا ينطبق على كل الأعمال التي وفّرنا لها دعمًا، سواء القادمة من المغرب أو أي بلد عربي آخر”.
وتابعت المتحدثة ذاتها، ضمن ندوة صحافية على هامش الدورة الـ11 من ملتقى قمرة السينمائي بالدوحة: “البعض يطلب منا عرض الأفلام التي تظهر ضمن برامج المؤسسة؛ بيد أننا نُخطر السائلين بأنها ليست في دائرة ملكيتنا”، مضيفةً أن “المسؤولية تجاهها تكون بيد المخرج والمنتج والقائمين عليها”، وواصلت: “الهدف وراء ما نقوم به هو دعم الصناعة السينمائية، وبالتالي نحن لا نملك حقوقها، ولا نفرض عليها توجّهًا فنيًا أو مضمونا معينًا”.
كما شددت المسؤولة الثقافية القطرية على أن “القصة التي يطرحها المشروع هي المعيار للظفر بالدعم المالي”، مبرزةً أن “استيفاء كل المراحل عملية معقدة، لأنه بعد تقديم العمل يتم تجميع كل المشاريع لِتُعرض على أنظار الجهة المختصة داخل المؤسسة؛ فتطّلع عليها وهي خالية من أسماء أصحابها، ثم تُقيَّم بمعدل معين”، وقالت: “بعد هذه المرحلة يتم الخروج بقائمة قصيرة تذهب إلى لجنة مستقلة”.
وأشارت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام إلى أن “المهمة ليست بسيطة”، موردةً أن “اللجنة الخارجية تنتقي في النهاية الأعمال الجديرة بالدعم”، وأردفت: “نقوم بكلّ هذا لخدمة هدف واحد، هو دعم الصناعة السينمائية العربية”، مشددة على أن منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط “عانت لسنين مديدة من مجيء كثيرين لتصويرنا ووضعنا بطريقة نمطية في الإعلام والسينما والمسلسلات”، وفق تعبيرها.
واسترسلت الرميحي: “الوقت حان لنُخرج روايتنا الخاصة عن طريق السينما العربية ونضطلع بدور تقديم سرديتنا وفق المتعين”، وزادت: “الهدف عينه ظل ساريا، بقي محافظًا على نفسه ولم يتغير منذ 15 سنة. وما كنا نقوله مازلنا نردّده، بل صرنا نُشدد فيه على ضرورة الاستمرارية. سنظل ندعم الأفلام أكثر، ونؤازر صُنّاعها بشكل مكثف لنضمن التطور ونواكب المرحلة بتحدياتها وتطلعاتها”.
ومضت المتحدثة شارحةً: “فلسفة ملتقى ‘قمرة’ بدورها تأتي في إطار هذا الترابط”، موردةً أنها “عبارة عن وُرش تُعدّ تكملةً لمختلف المبادرات التي تطلقها مؤسسة الدوحة للأفلام”، وواصلت: “لاحظنا في السابق أن جملةً من المشاريع دُعمت، غير أنها لم تجد مسالك تصل بها إلى المكانة التي تستحقها. نفخر بالنتائج التي تحققت في دورات الملتقى السابقة، فالكثير من المشاريع التي مرّت من ‘قمرة’ حطّت في مهرجانات عالمية ونالت جوائز، وعُرضت عالميّا”.
وانطلق ملتقى قمرة السينمائي 2025 يوم الجمعة 4 أبريل ويستمر إلى غاية الأربعاء 9 من الشهر نفسه. ويُمثل الملتقى وفق المنظمين “مساحة للأصوات السينمائية الجديدة”، بحضور أكثر من 250 خبيرا سينمائيا من 50 بلدا. وأوردت مؤسسة الدوحة للأفلام أنها “أكبر مشاركة في تاريخ الملتقى”، مبرزة أن “الخبراء سيشرفون على 49 مشروعا لصناع أفلام من أكثر من 20 بلدا؛ بما في ذلك 18 مشروعا لمخرجين قطريين ومقيمين في قطر”.
0 تعليق