الاربعاء 09 ابريل 2025 | 02:06 مساءً

الرئيس الأمريكي ونظيره الصيني

في خطوة تصعيدية قد تحمل تداعيات اقتصادية عالمية، أعلنت الصين اليوم الخميس عن فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 84% على السلع الأمريكية، كرد انتقامي على الرسوم الأمريكية الأخيرة التي وصلت إلى 104%، والتي اعتبرتها بكين تصرفًا خاطئًا ومتكررًا.

ويأتي هذا القرار في إطار تصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، بعد سلسلة من السياسات التي تبنتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأسهمت في إضعاف استقرار النظام التجاري العالمي.

وتمثل الجولة الجديدة من الرسوم الجمركية، تطورًا محوريًا في صراع تجاري طويل الأمد، يهدد باستمرار زعزعة الاستقرار الاقتصادي الدولي، ويزيد من الضغوط على الأسواق المالية وقطاع الطاقة.

حرب الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين

أكدت وزارة المالية الصينية، في بيان رسمي، أن هذا الإجراء سيبدأ تنفيذه اعتبارًا من يوم غد الخميس 10 أبريل 2025، موضحة أن النسبة الجديدة تمثل ارتفاعًا كبيرًا مقارنة بالرسوم السابقة التي كانت تبلغ 34%، وهي أعلى من المعدل الأساسي البالغ 24%.

وأشارت الوزارة، إلى أن التحرك الأمريكي يمثل انتهاكًا خطيرًا للحقوق والمصالح الشرعية للصين، ويهدد قواعد النظام التجاري العالمي، وفق ما ورد في تصريحاتها الرسمية التي نقلتها وكالات الأنباء.

واعتبرت الوزارة، أن الإجراء الأمريكي ينتهك بشكل خطير الحقوق والمصالح المشروعة للصين، ويقوّض النظام التجاري العالمي القائم على القواعد.

أسواق المال تحت الضغط

أحدث الإعلان الصيني اضطرابًا كبيرًا في الأسواق العالمية، مما دفع المستثمرين إلى موجة بيع واسعة بسبب تصاعد التوترات، حيث شهد مؤشر FTSE 100 البريطاني انخفاضًا بنسبة 3.4٪، بينما تراجع مؤشر Stoxx 600 الأوروبي، الذي يضم كبرى الشركات الأوروبية، بنسبة 4.2٪.

كما انخفض كلا من مؤشر داكس الألماني، وكاك 40 الفرنسي بنسبة 3.4٪، وسط مخاوف متزايدة من احتمالية دخول الاقتصاد العالمي في مرحلة ركود تجاري.

أسعار النفط تهبط لأدنى مستوياتها منذ 2021

لم تقتصر تأثيرات القرار على أسواق الأسهم فقط، بل امتدت أيضًا لتشمل أسواق الطاقة، حيث شهدت أسعار العقود الآجلة لخام برنت انخفاضًا بنسبة 5.1%، لتستقر عند 58.47 دولارًا للبرميل، وهو أدنى مستوى تسجله منذ فبراير 2021 حين هبطت الأسعار إلى أقل من 60 دولارًا.

وتراجع خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بنسبة 5.4% ليصل إلى 56.37 دولارًا للبرميل، وسط انخفاض التوقعات المتعلقة بالطلب العالمي على الطاقة نتيجة للتصاعد السريع في التوترات التجارية.

النظام التجاري العالمي

يضع التصعيد المستمر في السياسات الجمركية بين الصين والولايات المتحدة، الاقتصاد العالمي في وضع دقيق، حيث تتزايد المخاوف من أن تؤدي هذه الإجراءات الحمائية المتبادلة إلى اضطرابات طويلة الأمد في سلاسل الإمداد والتجارة الدولية، إضافة إلى تأثيرات سلبية مباشرة على وتيرة النمو الاقتصادي العالمي.

ويعتقد محللون، أن الجولة الجديدة من النزاع التجاري قد تستدعي تدخلاً دبلوماسيًا عاجلًا من الأطراف الدولية، بهدف الحد من تداعياتها المحتملة على الأسواق الناشئة وتأثيرها السلبي على المستهلكين في مختلف أنحاء العالم.