أكد الدكتور جان هنري القائم بأعمال رئيس جامعة بني سويف التكنولوجية، أهمية ربط التعليم التكنولوجي بالصناعة كإستراتيجية حيوية لتطوير القوى العاملة ودفع الاقتصاد المصري، موضحًا أنه لتخريج كوادر مؤهلة وقادرة على سد فجوة المهارات يتطلب تصميم مناهج حديثة ومواكبة للمتطلبات المستقبلية، بالتعاون مع الشركات الصناعية؛ وذلك لضمان اكتساب الطلاب المهارات المطلوبة مباشرة في سوق العمل، مثل: التحكم الآلي، وتكنولوجيا الطاقة.
وناقش خبراءتحديات وفرص التحول الرقمي، وتأثير التكنولوجيا على المهارات الوظيفية المطلوبة، ومستقبل الوظائف في العصر الرقمي، وتأثير نظم المعلومات على سوق العمل، وكذلك دعم البنية التحتية الرقمية ووضع سياسات لتنظيم العمل عن بُعد، على هامش المؤتمر الدولي الثاني للتعليم التكنولوجي، والذي يقام برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبرئاسة الدكتور أحمد الجيوشي أمين المجلس الأعلى للجامعات التكنولوجية، تحت شعار "تعليم اليوم من أجل وظائف الغد".
كما أشار هنري، إلى إنشاء وحدات متابعة الخريجين بالجامعة لتقييم أدائهم في الشركات وتطوير المناهج بناءً على ملاحظات أصحاب العمل، مشددًا على ضرورة الربط بين البحث العلمي والصناعة؛ لتشجيع الطلاب على تطوير حلول لمشكلات صناعية حقيقية، مثل تقليل فاتورة الاستيراد عبر تصنيع مكونات محلية.
بينما أوضح الدكتور عربي كشك رئيس جامعة الدلتا التكنولوجية، أن البنية المرجعية للجامعات الذكية وعلاقتها بسوق العمل، تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية، وهي: التكامل التكنولوجي، من خلال دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء (IoT) في البنية التحتية للجامعات؛ لإنشاء حرم جامعي ذكي يوفر تجربة تعليمية متكاملة، فضلًا عن توافر المنصات الرقمية وتطوير منصات مثل نظام إدارة التعلم (LMS) ونظم تخطيط موارد المؤسسات (ERP) لتسهيل الإدارة الأكاديمية والمالية، كما تم تطبيقه في الجامعات المصرية ضمن خطة التحول الرقمي، هذا بجانب الأمن السيبراني لضمان حماية البيانات والبنية التحتية الرقمية عبر تطوير سياسات أمنية متقدمة، خاصة مع زيادة الاعتماد على التكنولوجيا في التعليم.
كما تطرق كشك إلى دور الجامعات الذكية في سوق العمل وتأهيل خريجين رقميين قادرين على تصميم برامج دراسية تركز على المهارات التكنولوجية المطلوبة في سوق العمل، مثل تحليل البيانات والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع شركات مثل "أمازون ويب سيرفيسز" لتدريب الطلاب، مشيرًا إلى ضرورة الشراكات الصناعية التي تعمل على ربط المناهج باحتياجات القطاعات الصناعية عبر بروتوكولات مع الشركات الكبرى؛ مما يضمن توظيف الخريجين مباشرة في مجالات مثل التصنيع الذكي والطاقة المتجددة، فضلًا عن التدريب المستمر وتقديم الدورات للطلاب والخريجين في التكنولوجيات الحديثة مثل الحوسبة السحابية، عبر مبادرات مثل "تعليم عالٍ آمن رقميًا".
وأشاد كشك، بنموذج بنك المعرفة المصري ونجاحه كمنصة رقمية داعمة للتعلم والبحث، حيث تم الإشادة به من قبل اليونسكو واليونيسيف، مؤكدًا في النهاية أن الجامعات الذكية ليست مجرد تحول رقمي، بل نظام متكامل يربط التعليم بمتطلبات سوق العمل عبر بنية تحتية ذكية، وشراكات إستراتيجية مع الصناعة، وتطوير مستمر للمناهج والمهارات.
0 تعليق