قال علي شمخاني مستشار الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، اليوم الخميس، إن طهران قد تعلق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إذا تواصلت بحقها التهديدات الخارجية، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
جاء ذلك بعد أن هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددًا طهران بشن عمل عسكري عليها إذا لم تتوصل لاتفاق يتعلق ببرنامجها النووي.
وسيزور دبلوماسيون إيرانيون أمريكيون سلطنة عمان يوم السبت لبدء حوار حول برنامج طهران النووي. وقال ترمب إنه من سيقرر ما إذا كانت المحادثات قد وصلت إلى طريق مسدود، مما سيعرض إيران "لخطر كبير".
وكتب شمخاني عبر منصة “إكس”: "استمرار التهديدات الخارجية ووضع إيران تحت طائلة هجوم عسكري قد يؤدي إلى إجراءات رادعة مثل طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووقف التعاون معها".
وأضاف "قد يكون نقل المواد المخصبة إلى مواقع آمنة وغير معلنة في إيران ضمن خططنا أيضًا".
وفي حين تصر الولايات المتحدة على أن المحادثات مع طهران ستكون مباشرة، شددت إيران على أن المفاوضات ستكون غير مباشرة بوساطة من وزير الخارجية العماني.
وانسحب ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى في الفترة 2017-2021 من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية والذي كان يهدف إلى كبح أنشطة طهران النووية الحساسة مقابل تخفيف العقوبات. وأعاد ترامب فرض عقوبات أميركية شاملة.
وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه منذ ذلك الحين تجاوزت إيران بكثير حدود الاتفاق في ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم.
وتتهم القوى الغربية إيران بتنفيذ أجندة سرية لتطوير قدراتها في مجال الأسلحة النووية من خلال تخصيب اليورانيوم إلى مستوى مرتفع من النقاء الانشطاري، أعلى مما تعتبره مبررًا لبرنامج مدني للطاقة النووية.
وتؤكد طهران أن برنامجها النووي مخصص بالكامل لأغراض مدنية للطاقة.
توعد ترامب
وسبق أن توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددًا أمس الأربعاء باستخدام القوة العسكرية ضد إيران إذا لم توافق على إنهاء برنامجها النووي، وقال إن إسرائيل ستلعب دورًا رئيسًا في ذلك، وشدد على أنه لا يمكن السماح لطهران بامتلاك سلاح نووي.
وأكد ترامب أن العمل العسكري ضد إيران "ممكن تمامًا" في حال فشلت المحادثات، مشيرًا إلى أنه "ليس هناك متسع من الوقت" للتوصل إلى اتفاق في شأن برنامج طهران النووي.
وفي رد على سؤال في شأن خيار العمل العسكري، قال ترامب للصحفيين: "إذا لزم الأمر تمامًا"، وأضاف "إذا تطلب الأمر تدخلًا عسكريًا، فسيكون هناك تدخل عسكري. وإسرائيل بطبيعة الحال ستكون مشاركة بقوة في ذلك، وفي مركز القيادة".
قاذفات بي-2
كذلك قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث إن إيران هي من يقرر ما إذا كانت الخطوة الأميركية الأخيرة بنشر قاذفات بي-2 في جزيرة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي رسالة إلى طهران، معبرًا عن أمله في أن تفضي المفاوضات الأميركية الإيرانية في شأن برنامج طهران النووي إلى حل سلمي.
وكان مسؤولون أمريكيون قد قالوا لرويترز إن واشنطن نقلت ما يصل إلى ست قاذفات "بي-2" في مارس الماضي إلى قاعدة عسكرية أميركية بريطانية في جزيرة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي، وسط حملة قصف أميركية في اليمن وتصاعد التوتر مع إيران.
ولا يوجد سوى 20 قاذفة من هذا النوع في مخزون سلاح الجو الأميركي. وتتميز الطائرة بقدرات التخفي من أجهزة الرادار وحمل أثقل القنابل الأميركية وأسلحة نووية.
وعندما سُئل عما إذا كان الهدف من نشر القاذفات هو توجيه رسالة إلى إيران، قال هيغسيث "سنترك لهم القرار...إنها من الأصول العظيمة... إنها تبعث برسالة للجميع". وأضاف خلال زيارة إلى بنما "كان الرئيس ترمب واضحًا... لا ينبغي لإيران امتلاك قنبلة نووية. نأمل بشدة أن يركز الرئيس على تحقيق ذلك سلميًا".
وعلى الرغم من استخدام قاذفات بي-2 لضرب أهداف الحوثيين في اليمن سابقًا، إلا أن معظم الخبراء يرون أن استخدام هذه القاذفة الشبحية مبالغ فيه هناك.
والطائرة "بي-2" مجهزة لحمل قنابل "جي.بي.يو-57" الضخمة التي تزن 30 ألف رطل ومصممة لتدمير أهداف في أعماق الأرض.
ويقول خبراء إن هذا هو السلاح الذي يمكن استخدامه لضرب البرنامج النووي الإيراني.
انفتاح إيراني
وفيما أعلنت واشنطن الأربعاء عقوبات جديدة ضد طهران قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن بلاده منفتحة على استثمارات أمريكية، لكنها تعارض أية محاولة لتغيير النظام، وذلك قبل محادثات نادرة بين البلدين تتناول برنامجها النووي.
ومن المقرر أن تجري طهران وواشنطن، اللتان لا تقيمان علاقات دبلوماسية منذ أربعة عقود، محادثات في شأن البرنامج النووي الإيراني السبت في سلطنة عمان. وأعلن ترامب ليل الإثنين أن هذه المحادثات ستكون "مباشرة" مع مسؤولين إيرانيين، في حين أكدت طهران أنها "غير مباشرة".
وقال بزشكيان في كلمة بثها التلفزيون الرسمي إن المرشد الإيراني علي خامنئي "لا يمانع وجود مستثمرين أميركيين في البلاد"، لكنه تدارك "نعارض سياساتهم المضللة، وبينها المؤامرات ومحاولات تغيير النظام"، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
0 تعليق