ندوة تقارب سوسيولوجيا الإعلام والرقمنة

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

احتضنت كلية الحقوق بقلعة السراغنة ندوة علمية احتفالية، خصصت لمناقشة كتاب “في سوسيولوجيا الإعلام والرقمنة.. قراءات في المحتوى والوسيط” لمؤلفه الباحث والإعلامي الدكتور مصطفى غلمان، وتناولت تحولات المشهد الإعلامي الرقمي في ضوء السوسيولوجيا والعلوم الاجتماعية، بحضور شخصيات أكاديمية وفكرية بارزة.

وافتتح عميد كلية الحقوق الدكتور محمد الغالي أشغال هذا الموعد العلمي بالتأكيد على أن المؤلف استطاع من خلال تجربته المهنية والعلمية أن يلامس قضايا الإعلام كنسق قيمي وسوسيوثقافي، داعيا إلى تحفيز البحث في السوسيولوجيا الإعلامية باعتبارها أداة لفهم التحولات السياسية والعالمية المتسارعة، ومشددا على تكامل الدراسات الأكاديمية في هذا الحقل.

من جهته اعتبر عالم الاجتماع والمفكر الفلسطيني الدكتور إياد البرغوثي أن أهمية الكتاب تكمن في معالجته موضوعة الإعلام من زاوية سوسيولوجية، مشيدا بالمنهج المعتمد فيه، ومرتكزا على خلفيات الحرب على غزة لتوضيح كيف يمكن للإعلام الرقمي أن يسهم في إيصال صوت الشعوب المستضعفة ومواجهة الدعاية الغربية المهيمنة.

الدكتور جمال بندحمان ركز خلال مداخلته على سؤال “القلق المفهومي” في سوسيولوجيا الإعلام، مشيرا إلى أن المؤلف قارب مواضيع الراهن الإعلامي بلغة تحليلية ترصد التغيرات العميقة في الفعل الإعلامي، خاصة مع هيمنة الرقمنة وتحولات القيم، ومبرزا أن “الكتاب يعيد بناء الفهم حول العلاقة بين المعرفة والتواصل”.

بدوره توقف الدكتور عبد الصمد الكباص عند البعد السوسيوثقافي للكتاب، مشيرا إلى أنه يتناول إشكالات الاختلالات التي يعرفها العالم الرقمي، ويقدم فهما نقديا للبيئات الشبكية الجديدة. وشدد على الحاجة لإعادة قراءة الخطابات الرقمية وتحليل مضامينها في ضوء التحولات المهنية والأخلاقية التي يعيشها الإعلام المعاصر.

في حين رأى الدكتور إدريس آيت لحو أن المؤلف اختار الغوص في الأسئلة الحارقة المرتبطة بالإعلام الوسيط، من خلال استنطاق الجذور السوسيولوجية والتبعات المفاهيمية التي تطبع الحقل الرقمي، لافتا إلى أن “مقاربة غلمان تمثل مغامرة فكرية تستلزم أدوات جديدة لفهم وتحليل الخطاب الإعلامي المتشابك في زمن التحولات العولمية”.

من جانبه، عبر الدكتور مصطفى غلمان عن قلقه من تسارع تغول الإعلام الرقمي وتداعياته على البنية القيمية للمجتمع، داعيا إلى ترشيد استعمال الوسائط الرقمية، وتحويل المدرسة والجامعة إلى فضاءين حيويين لمواجهة آثار الثورة التكنولوجية على الأجيال القادمة والهوية الحضارية.

كما حذر من تأثير ذلك على جيل كامل من أبناء المغاربة، ونادى بتصحيح فهومنا لاستعمال الوسائط الاجتماعية ومنصاتها الرجيمة، وطالب “بتحويل مشتل المدرسة والجامعة إلى ورش لتدبير أسئلة التكنولوجيا الرقمية المتسارعة، وقدرتنا على مواجهة آثارها في الوجدان القومي والإنساني والحضاري”.

واختتمت الندوة بنقاش مفتوح مع الحضور وتوقيع الكتاب، إضافة إلى تكريم الدكتور مصطفى غلمان والمفكر الفلسطيني إياد البرغوثي، وسط حضور مكثف للفاعلين الأكاديميين والإعلاميين والطلبة، الذين عبروا عن اعتزازهم برفع العلمين المغربي والفلسطيني جنبا إلى جنب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق