عادات أقباط مصر في أسبوع الآلام .. بعد انتهاء القداس المعروف بـ«أحد السعف» أو «أحد الشعانين»، الذي يحتفل فيه الأقباط بدخول السيد المسيح إلى مدينة أورشليم «القدس» بأغصان الزيتون وسعف النخيل، يبدأ «أسبوع الآلام» وفقاً لطقوس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. خلال هذا الأسبوع، تتزين الكنائس بالرايات السوداء، تعبيراً عن الحزن لما عاناه السيد المسيح من عذابات وآلام على يد اليهود.

تقاليد أقباط مصر في أسبوع الآلام

خلال هذا الأسبوع، يقوم أقباط مصر في أسبوع الآلام بأداء طقوس وشعائر مميزة، بالإضافة إلى عادات تتناسب مع خصوصية هذه الفترة، حيث تمتد صلواتهم على مدار اليوم، وتعرف باسم “البصخة”، والتي تعني “العبور” من الظلام إلى النور.

في السطور القادمة، سنستعرض تفاصيل أسبوع الآلام في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وصولاً إلى ليلة سبت النور، التي تُعتبر ليلة “قداس الاحتفال بعيد القيامة”.

تفاصيل أسبوع الآلام في الكنيسة القبطية

يرى خبير علم المخطوطات في المعاهد اللاهوتية القمص يوسف تادرس الحومي، أستاذ تاريخ الكنيسة وعضو لجنة التاريخ القبطي، أن تقاليد الأقباط خلال أسبوع الآلام ترتبط بتناول مجموعة من الأطعمة التي تتناسب مع طبيعة هذا الأسبوع. يبدأ الصوم بالامتناع عن الطعام والشراب من الساعة الثانية عشر ليلاً حتى غروب الشمس في اليوم التالي، ثم يتم تناول الأطعمة النباتية الخالية من أي دهون حيوانية. وفي يوم “أربعاء أيوب”، تُعتبر عادة تناول “الفريك” من العادات المتبعة.

ترتبط “الجمعة العظيمة” بعدد من العادات، منها تذوق الخل، حيث يشارك الأقباط السيد المسيح في لحظته عندما طلب الماء وهو معلق على الصليب، فقدم له الحرس إسفنجة مغموسة في الخل ليشرب منها. كما يتناول الأقباط في هذا اليوم “الطعمية” و”الفول النابت”، مما يرمز إلى نبت جديد، أي حياة جديدة بعد الفداء والصلب، وفقًا لما ذكره “يوسف”.

وجود بعض العادات المرتبطة بأسبوع الآلام

يُشير القمص يوسف إلى وجود بعض العادات المرتبطة بأسبوع الآلام، والتي تحددها طقوس الكنيسة. من بين هذه العادات، يُمنع التقبيل تمامًا من مساء الثلاثاء (ليلة الأربعاء) حتى انتهاء قداس سبت النور، وذلك لتذكير الأقباط بقبلة “يهوذا” التي تُعتبر علامة للخيانة، حيث قام يهوذا، أحد تلامذة المسيح، بتسليم المسيح لليهود.

سبت النور

يُعرف “سبت النور” أيضًا بـ”سبت الفرح” و”سبت التسبيح والتمجيد”. وفقًا للإيمان المسيحي، حصل على اسمه الشهير لأنه في هذا اليوم يخرج النور المقدس من قبر المسيح في كنيسة القيامة بالقدس، مما يرمز إلى إشراق النور على الذين كانوا في الظلمة وظلال الموت.

في هذا اليوم، تقوم النساء بتكحيل عيونهن بالكحل، وتُعتبر هذه العادة الجميلة مشتركة بين السيدات من الأقباط والمسلمين. كما يتم تعليق الستائر البيضاء التي تحمل صورة القيامة، وتُقام الصلوات وفق طقس الفرح احتفالًا بعيد القيامة المجيد، الذي يستمر حتى الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، حيث يتم تناول الأطعمة المناسبة احتفالًا بهذه المناسبة السعيدة.