
استأنفت فرقة “مسرح تانسيفت” جولتها الوطنية بمسرحية “سرّح مسجونك”، التي عُرضت مؤخرا بمراكش، في إطار برنامج مسرحي يلامس قضايا اجتماعية وإنسانية مستمدة من الواقع المغربي، برؤية فنية تراهن على تجديد الصلة بين المسرح والجمهور.
تتناول المسرحية التي أخرجها الفنان حسن هموش، مواضيع تتعلق بالتعدد، وزواج القاصرات، وتضارب المصالح بين أفراد الأسرة الواحدة، من خلال شخصيات تنسج علاقات متشابكة تعكس تعقيدات الواقع الاجتماعي المغربي.
وفي تصريح لهسبريس، قال الباحث المسرحي طارق ربح، الذي أشرف على سينوغرافيا “سرح مسجونك”، إن مشاركته في هذا العمل تأتي امتدادا لتعاون سابق مع المخرج حسن هموش داخل فرقة “مسرح تانسيفت”، التي راكمت تجربة متميزة في الاشتغال على التراث المغربي بمختلف تجلياته، سواء في الحكي أو الموسيقى أو الأزياء.
وأوضح ربح أن السينوغرافيا اعتمدت على تصور بصري ينسجم مع طبيعة الحكاية المركبة، عبر توظيف قطع ركحية متحركة وقابلة لإعادة التشكيل، مما يسمح بمرونة في التفاعل مع الأداء المسرحي، مشيرا إلى أن العناصر، رغم تفرقها، تشكل وحدة بصرية متجانسة تنسجم مع هوية الفرقة المعروفة بتشبثها بالتراث كمرجعية فنية.
وأضاف المتحدث ذاته أن هذا العمل يكتسي طابعا خاصا في مساره الفني، قائلا: “إنها المسرحية الوحيدة التي صمّمت سينوغرافيتها مرتين؛ إذ إن التصور الأول، رغم نجاحه على مستوى الصورة، لم يكن مواكبا لتطور أداء الممثلين، ما استوجب إعادة صياغة تصور أكثر بساطة لكنه أكثر نجاعة من حيث الوظيفة الركحية”.
يشارك في هذا العمل المسرحي ثلة من الممثلين المغاربة، هم كل من نورا الصقلي، محمد الورادي، مريم زعيمي، عبد الله ديدان وعادل أباتراب.
يشار إلى أن فرقة “مسرح تانسيفت” تعد من التجارب المسرحية البارزة في المغرب، باعتمادها مقاربة فنية تمزج بين البعد التراثي والتناول الحداثي، في سعي مستمر لملامسة قضايا المجتمع، وتقديم عروض تحافظ على هوية فنية أصيلة مع الانفتاح على أساليب اشتغال معاصرة.
النشرة الإخبارية
اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا
اشترك
يرجى التحقق من البريد الإلكتروني
لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.
لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.
0 تعليق