السفير زيلويغر: المغرب شريك ذو أولوية للحكومة الفيدرالية السويسرية

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال “فالنتين زيلويغر” (Valentin Zellweger)، سفير سويسرا في المغرب، إن المملكة باتت “تحظى بمكانة شريك ذي أولوية للتعاون الاقتصادي في تصنيف ونظَر الحكومة السويسرية الفيدرالية”، واصفا ذلك بـ”تطور كبير حدَثَ بالفعل منذ يناير 2025″، في تاريخ ممتد من العلاقات بين البلديْن.

وأفاد السفير السويسري بالرباط، في حوار مع جريدة هسبريس الإلكترونية خلال مشاركته بجناح بلاده في فعاليات الدورة الثالثة من معرض “جيتكس إفريقيا المغرب 2025” بمراكش، إن “العلاقات جيّدة وممتازة بين البلدين؛ ولكن يمكن تكثيفها وتعميقها، الآن، في قطاعات مختلفة أبرزها الأبحاث في مجالات التكنولوجيا والرقميات، وكذا العلوم”.

مدفوعة بدينامية إيجابية في السنوات الأخيرة، تشهد العلاقات الثنائية بين المغرب وسويسرا على تنوع وتطور لا تُخطئهما عيون المتابعين؛ بالنظر إلى امتداد العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وبيرن لأكثر من قرن، في ظل آفاق “واعدة” يتحدث عنها الدبلوماسي السويسري بالمملكة في هذا الحوار.

نص الحوار:

على صعيد التعاون الرقمي والتكنولوجي، ما هي المجالات ذات الأولوية التي ترون فيها إمكانية لتعزيز التعاون بين سويسرا والمغرب؟ وما هي المبادرات الملموسة التي يمكن التفكير فيها في هذا الصدد، خاصة في سياق معرض “جيتكس إفريقيا بمراكش”؟

قبل كل شيء، أعتقد أننا شريكان مُثيران للاهتمام حقا لبعضنا البعض. فالمغرب، كما نعلم، مركز وقطب تكنولوجي هنا في إفريقيا. إنه إحدى القوى الناشئة في هذا المجال، وسويسرا رائدة في مجال الابتكار منذ سنوات. لدينا سمعة بكوننا بلدا مبتكِرا حقا، إذ تلعب الأبحاث والعلوم في سويسرا دورا مهما للغاية.

لذلك، أعتقد أنهما في الحقيقة شريكان يبحثان عن بعضهما البعض، وهناك شراكة طبيعية بينهما. لقد سألتموني عن المواضيع، وأود أن أقول إن هناك بالتأكيد مواضيع ذات أولوية؛ مثل الأمن السيبراني والتنمية، والتي سلطت الوزيرة الضوء عليها في كلمتها في افتتاح ‘جيتكس’. ولكن في رأيي، لا يقتصر الأمر على هذه المجالات. يمكننا أن نوسع تعاوننا ليشمل مجال الطاقة، الطاقة الخضراء؛ وهو مجال مهم جدا في المغرب. هناك، بالفعل، تعاون في مجال الطاقة بين كلية الفنون التطبيقية السويسرية في لوزان وبين جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P) .. ثم هناك العلوم وعلوم الحياة وما إلى ذلك. لذا، يمكننا، من الناحية النظرية، التعاون في أي مجال تصلُح للتعاون.

تُعرَف سويسرا بتكنولوجيتها ذات المستوى العالمي ومنصاتها الرائدة للشركات الناشئة. كيف ترون إمكانات الابتكار والتطوير الكامنة في المنظومة المغربية؟ وما هي أفضل الممارسات التي يمكن لسويسرا مشاركتها مع الرباط في هذه المجالات؟

أعتقد أن العمل الذي تم إنجازه في المغرب في السنوات الأخيرة مثير للإعجاب بكل بساطة؛ لقد أنشأتم منظومة متكاملة للتطور العلمي والتكنولوجي. والأكثر من ذلك نشرَتْ حكومتكم استراتيجية رقمية [المغرب الرقمي 2030]، والمغرب لديه عادة حقيقية ليس فقط في وضع استراتيجيات رائعة، بل في تنفيذها بالفعل.

بالطبع، نحن مهتمون. هناك، بالفعل، تعاون بين مختلف الجهات الفاعلة في المغرب وسويسرا. لقد ذكرتُ الشراكة الوثيقة بين مدرسة البوليتكنيك في لوزان وبين جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P). وهذا، بالتأكيد، هو الأكثر تقدما؛ ولكنه واعد جدا. وبالطبع، هناك العديد من الشراكات الأخرى. ونحن بصدد، وهذا هو سبب وجود جناح لنا في معرض جيتكس أيضا، إظهار ما يمكن أن تقدمه سويسرا للمغرب في هذا المجال والبحث عن شراكات. لذا، بالنسبة لنا، فإن التواصل هو أحد أهم أهدافنا.

وأخيرا، عمّا الذي يمكن أن يتعلمه المغرب؟. بصراحة، لا أعتقد أن لدينا الكثير لنتقاسمه ونُعلّمه للمغرب. ونرى الأمر أكثر على أنه تبادلٌ ثنائي بين شريكيْن، وقد قطعنا شوطا طويلا في هذا المضمار.

هناك المبادرة الرائعة “Excellence in Africa” (مركز أبحاث تابع للمعهد التقني الفيدرالي العالي في لوزان (EPFL) يقوم على الرقمنة والتميز في البحث)؛ وهي مبادرة نتابعها معا منذ سنوات، والتي تعلمنا فيها الكثير كما نأمل أن يكون المغرب قد تعلّم.

العنصر الآخر الذي يجمعنا هو ما يسمى بمراكز التكنولوجيا التي يتم تطويرها حول المؤسسات العلمية. هنا أيضا، نحن نعمل مع UM6P، التي تعمل على تطوير نظام بيئي كامل للشركات الناشئة المنبثقة عن الأبحاث. وسويسرا لديها خبرة تعود إلى بضعة عقود مضت مكنتها من إحاطة كليات الفنون التطبيقية، إذا جاز التعبير، بشبكة كاملة من الشركات الشابة التي تقوم بعد ذلك بتسويق الاختراعات التي تم التوصل إليها في الجامعات. وهنا نتقاسم مع جهات فاعلة أخرى، لمحاولة دفع هذا التطور إلى الأمام، وهو أمر يهم المغرب بالتأكيد.

لنتحدث، الآن، عن كيفية تقييمكم لجاذبية السوق المغربية للمستثمرين السويسريين في القطاع الرقمي والتكنولوجي؟ وما هي الفرص التي تراها متاحة للشركات؟ وما هي التحديات التي تواجه الشركات الراغبة في الاستثمار والتطوير في المغرب وسويسرا؟

هل المغرب وجهة جذابة للاستثمار؟ بلا شك، هذا واضح جدا؛ لأن العديد من الشركات السويسرية تنشَط بالفعل في السوق المغربية. يمكنك رؤية بعضها هنا حاضرة في جيتكس بمراكش… هناك أيضا شركة “لوجيتيك” التي لديها في الوقت الحالي…

(متفاعلا) هل من أرقام أو أمثلة على ذلك؟

لا نملك الأرقام الخاصة بسويسرا، لأن المستثمرين هُم مِن المستثمرين الفِعليِّين؛ لكن نَعلم أن سويسرا تحتل عموما مرتبة بين أكبر 10 مستثمرين في المغرب، وهذا ينطبق على جميع القطاعات. ليس لدينا إحصائياتٌ لمجال واحد فقط.

لذلك، نحن من الأهميّة بمكان هنا بالمغرب؛ لكن شخصيا لدي انطباع بأنه لا يزال هناك مجال للمناورة، حتى نتمكن من تطوير الإمكانات بشكل أكبر. أعتقد أن بإمكاننا فِعل المزيد. وهناك اهتمام من كِلا الجانبين. هناك التزام سويسرا، الآن، مع الحضور هنا في أروقة أكبر معرض تكنولوجي بالقارة. والمغرب مهتم بشكل متزايد بالبحوث السويسرية. لذا، أعتقد أنها علاقات في حركة جارية ومتواصلة.

كلمة أخيرة عن العلاقات الثنائية بشكل عام؟

عندما تكون العلاقات الثنائية ممتازة بالفعل، فمن الصعب أن نجعلها أكثر امتيازا؛ لكن ما يمكننا فعله هو تكثيفها. وهناك إرادة واضحة للقيام بذلك. حكومتَانا على اتصال منتظم، وهناك رغبة واضحة من الجانبين لتكثيف علاقاتنا في عدد من المجالات.

بالنسبة لنا يتركز الضوء، في الوقت الحالي، على المجال الاقتصادي؛ لأن الحكومة السويسرية قد صنفت المغرب -مؤخرا- كبلد ذي أولوية للتعاون الاقتصادي. وهذا يفتح لنا فرصا جديدة بالنسبة لنا. نحن على اتصال وثيق مع الحكومة المغربية لنرى كيف يمكننا تكثيف علاقاتنا في هذا المجال، ثم هناك مجال التعاون في مجال العلوم والأبحاث.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق