الهروب الكبير من الدولار.. حرب تجارية تطيح بالعملة الأمريكية

الجريدة العقارية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الاربعاء 16 ابريل 2025 | 03:14 مساءً

الدولار - أرشيفية

الدولار - أرشيفية

ميسون أبو الحسن

يشهد الدولار الأمريكي موجة بيع شرسة؛ حيث استأنف تراجعه القوي ليهوي إلى أدنى مستوياته في ستة أشهر أمام سلة العملات الرئيسية، ويأتي هذا الانهيار وسط تصاعد المخاوف بشأن اتساع نطاق الحرب التجارية التي تشنها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مما أضعف بشدة جاذبية الأصول الأمريكية في نظر المستثمرين العالميين.

فبعد فترة وجيزة من الهدوء النسبي، عاد مؤشر الدولار للانزلاق بقوة، متأثرًا بالقيود الجديدة التي فرضتها واشنطن على صادرات شركة "إنفيديا" من الرقائق المتطورة إلى الصين.

هذه الخطوة التصعيدية أدت إلى زيادة حالة النفور من المخاطرة في الأسواق العالمية، ودفعت المستثمرين إلى التخلي عن الدولار والبحث عن بدائل أكثر أمانًا.

الملاذات الآمنة تجتذب الهاربين من الدولار

في المقابل، استفادت عملات الملاذ الآمن التقليدية من حالة عدم اليقين السائدة؛ حيث ارتفع الفرنك السويسري والين الياباني بشكل ملحوظ. كما قفز اليورو بنحو 1%، مستفيدًا من موجة التخلص من الدولار.

"بيع الدولار".. شعار المرحلة

وعلق رودريغو كاتريل، كبير استراتيجيي العملات الأجنبية في بنك أستراليا الوطني في سيدني، على هذا التحول الدراماتيكي قائلاً: "كل هذه الضبابية والحديث المتزايد عن رسوم جمركية إضافية، تغذي فكرة تقليص التعرض للأصول الأميركية، أي بيع الدولار".

وأضاف أن "اليورو والفرنك السويسري يمثلان الخيار الأمثل لهذا التوجه، رغم تصاعد الحرب التجارية وتدهور النمو العالمي".

فقدان الثقة في "حصن" الأصول الأمريكية

تراجع مؤشر بلومبرغ الفوري للدولار بحوالي 0.6% اليوم الأربعاء، بعدما سجل أول ارتفاع له منذ ستة أيام يوم الثلاثاء. ومنذ بداية أبريل الجاري، فقد المؤشر أكثر من 3% من قيمته، ويتجه لتسجيل أكبر خسارة شهرية له منذ أواخر عام 2022.

ويعكس هذا الأداء الضعيف تصاعد القلق من دخول الاقتصاد الأمريكي في ركود ناتج عن تداعيات الحرب التجارية، بالإضافة إلى تراجع جاذبية الدولار كملاذ آمن في أوقات الأزمات.

وفي مؤشر آخر على تآكل الثقة في الأصول الأمريكية الآمنة تقليديًا، سجلت سندات الخزانة الأمريكية أسوأ موجة بيع لها منذ أكثر من عقدين الأسبوع الماضي، وذلك وسط مخاوف متزايدة من قيام جهات أجنبية كُبرى مثل الصين بتقليص حيازتها من هذه السندات.

يبدو أن الحرب التجارية التي تشنها الولايات المتحدة بدأت تؤتي أُكلها سلبًا على العملة الأمريكية وأصولها، مما يفتح الباب لتساؤلات حول مستقبل الدولار ودوره في النظام المالي العالمي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق