تشهد الأراضي الفلسطينية تصعيداً عسكرياً وإنسانياً غير مسبوق، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، وتضييق الخناق على مخيم جنين، وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية وشيكة.
وبينما تواصل حماس جهودها لحماية المحتجزين الإسرائيليين، تُسجل وزارة الصحة أرقاماً مفزعة من الشهداء والمصابين خلال الساعات الأخيرة، في وقت لا تزال فيه المساعدات الإنسانية ممنوعة من دخول القطاع لليوم الـ50 على التوالي.
حماس: نحرص على حماية المحتجزين رغم العدوان
أكدت حركة "حماس" في بيان رسمي، أنها تبذل جهوداً كبيرة لحماية المحتجزين الإسرائيليين والمحافظة على حياتهم، رغم القصف المتواصل والدمار الهائل الذي يلحق بكل أرجاء قطاع غزة.
وكشفت الحركة عن استشهاد أحد المقاومين كان مكلفاً بتأمين المحتجز عيدان ألكسندر، الذي لا يزال مصيره مجهولاً حتى الآن، ما يعكس حجم التحديات التي تواجهها الحركة في ظل تصعيد العمليات الإسرائيلية.
خسائر إسرائيلية متزايدة.. هجمات مضادة فلسطينية فعالة
في المقابل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بمقتل جندي وإصابة 5 آخرين بجروح خطيرة، في كمين نصبته الفصائل الفلسطينية داخل القطاع، بالتزامن مع استهداف دبابة إسرائيلية بصاروخ كورنيت على حدود غزة.
وأظهرت مقاطع مصورة لحظات إجلاء المصابين عبر مروحية عسكرية، وسط حالة من الاستنفار الأمني الشديد في صفوف جيش الاحتلال بعد حادث أمني خطير.
مجازر متواصلة.. 92 شهيداً ودمار واسع
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة عن استشهاد 92 مواطناً وإصابة 219 آخرين خلال الـ48 ساعة الماضية جراء القصف الإسرائيلي المتواصل.

ومن بين المصابين، عدد كبير نتيجة قصف بطائرة مسيرة استهدف منطقة المواصي غرب خان يونس، في استهداف واضح للمناطق الآمنة.
جنين تحت الحصار.. دمار وتشريد
وفي الضفة الغربية، وتحديداً مخيم جنين، تتواصل سياسة العقاب الجماعي من قبل قوات الاحتلال، حيث تم شق 15 شارعاً جديداً على حساب المنازل، ما أدى إلى تدمير نحو 600 منزل، وتحويل 3,000 وحدة سكنية إلى مساكن غير صالحة للحياة.
ووفق اللجنة الإعلامية للمخيم، لا تزال الطرق مغلقة بالسواتر الترابية، ما يعزز العزلة المفروضة على السكان.
استهداف الحريات الدينية في القدس
وفي القدس المحتلة، منعت شرطة الاحتلال عشرات المسيحيين من الوصول إلى كنيسة القيامة لإحياء سبت النور، وأقامت حواجز عسكرية وفرضت إجراءات تفتيش مشددة على الهويات، ما أثار غضباً واسعاً في الأوساط الدينية والحقوقية.
كارثة إنسانية في غزة.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر
من جهتها، حذرت المفوضية الأممية للشؤون الإنسانية من أن غزة تختنق، مؤكدة أن ما يحدث هو حرمان متعمد ومقصود للسكان من أساسيات الحياة.

وأوضحت المفوضية أن القطاع لم يتلق أي مساعدات غذائية أو طبية أو وقود منذ أكثر من 50 يوماً، فيما أُغلقت المخابز بسبب انعدام الوقود، والمياه تتناقص بشكل خطير، والمستشفيات توشك على التوقف التام عن العمل.
في ظل التصعيد العسكري المتزايد، والانهيار الإنساني المتسارع في قطاع غزة، باتت الحاجة لتدخل دولي فوري أمراً ملحّاً أكثر من أي وقت مضى، لإنهاء العدوان ورفع الحصار وإنقاذ المدنيين من مجاعة وشيكة وموت جماعي لا مفر منه
0 تعليق