أعلن الجيش السوداني، اليوم، مقتل سبعة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين، إثر قصف مدفعي استهدف عددًا من الأحياء السكنية في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وذلك بحسب ما نقلته "القاهرة الإخبارية".

ووفقًا للمصادر العسكرية، فإن قوات الدعم السريع شنت قصفًا مكثفًا على مناطق مأهولة بالسكان داخل المدينة، ما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وسط حالة من الذعر والهلع في صفوف السكان.

تصعيد خطير في دارفور

يأتي هذا الهجوم في إطار تصعيد عسكري خطير تشهده ولاية شمال دارفور خلال الأيام الأخيرة، حيث تشهد مدينة الفاشر تحديدًا اشتباكات متقطعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما يزيد من معاناة المدنيين العالقين في مناطق القتال، ويهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في الإقليم المضطرب.

ويُعد هذا التصعيد انتهاكًا جديدًا لجهود التهدئة التي تسعى لها الوساطات الإقليمية والدولية، في ظل غياب أفق واضح للحل السياسي بين الأطراف المتصارعة منذ اندلاع الأزمة في أبريل 2023، والتي خلفت آلاف القتلى والجرحى، وتسببت في نزوح ملايين المواطنين داخل وخارج البلاد.

نداءات إنسانية عاجلة

وفي السياق ذاته، دعت منظمات الإغاثة الدولية إلى توفير ممرات آمنة لإجلاء الجرحى وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، محذرة من أن استمرار القتال في المناطق السكنية قد يؤدي إلى كارثة إنسانية حقيقية، في ظل النقص الحاد في الغذاء والدواء وتوقف أغلب المرافق الصحية عن العمل.

ومن المتوقع أن تثير هذه التطورات ردود فعل محلية ودولية، خصوصًا مع تزايد الدعوات لإجراء تحقيقات دولية في استهداف المدنيين، في الوقت الذي يستمر فيه المجتمع الدولي في الضغط لوقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات.

وتبقى مدينة الفاشر، التي تُعد من آخر المدن الكبرى خارج سيطرة الدعم السريع في دارفور، ساحة مفتوحة لمواجهات محتملة، ما يضع مستقبل الاستقرار في الإقليم أمام تحديات كبيرة في ظل الوضع الأمني المتدهور.