المعاهدة الدولية للبلاستيك.. هل تفلت من قبضة الدول النفطية في أغسطس؟

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يأمل نشطاء المناخ ومنظمات أممية في أن تنجح الدول بتوقيع المعاهدة الدولية للبلاستيك، خلال جولة جديدة من المفاوضات والمناقشات، تنعقد خلال أغسطس/آب المقبل، وألا تعرقلها الدول النفطية مجددًا.

بدأ برنامج الأمم المتحدة للبيئة العمل على المعاهدة عام 2022، بغرض الوصول إلى إلزام قانوني دولي لمعالجة تلوث البلاستيك والإدارة غير المسؤولة للنفايات البلاستيكية، إضافة إلى تحسين إنتاج وتصميم البلاستيك.

واتفق مندوبو الدول المشاركة في المفاوضات على جدول زمني مُعجّل لدخول المعاهدة حيز التطبيق، خلال وقت مبكر من العام الجاري (2025)، وفق مقال للكاتب في مجال الاستدامة والطاقة الخضراء فيكتور تاتشيف، طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

غير أنه بعد عدة جولات من المناقشات، كان من المتوقع اختتام مفاوضات المعاهدة الدولية للبلاستيك خلال ديسمبر/كانون الأول 2024، في اجتماع استضافته كوريا الجنوبية.

ورغم تأييد 100 دولة المعاهدة، لما أسفرت عنه تلك المناقشات؛ فإن عددًا من الدول النفطية التي لديها استثمارات ضخمة في صناعة البتروكيماويات المنتجة للبلاستيك، تسبّبت في فشل التوقيع.

ومن البنود التي وضعتها المعاهدة الدولية للبلاستيك في اجتماع نهاية العام الماضي: خفض الإنتاج السنوي، والتخلص التدريجي من بعض المواد الكيميائية والبلاستيك أحادي الاستعمال.

وتنعقد جولة المفاوضات القادمة خلال المدة بين 5 و14 أغسطس/آب 2025، في العاصمة السويسرية جنيف.

خفض نفايات البلاستيك

يؤدي النجاح في توقيع المعاهدة الدولية للبلاستيك إلى خفض هائل في كميات البلاستيك المستهلكة والملوثة للتربة والمحيطات والهواء، وفق الكاتب في مجال الاستدامة والطاقة الخضراء فيكتور تاتشيف.

وتتوقع الأمم المتحدة أن تبنّي الاقتصاد الدائري سيفتح آفاقًا هائلة، ومن شأن ذلك خفض كمية البلاستيك التي تدخل المحيطات بنسبة 80% بحلول عام 2040، وإنتاج البلاستيك الخام بنسبة 55% وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 25% في العام نفسه.

كما يُقدر البعض عوائد تقليل إنتاج البلاستيك بنحو 70 مليار دولار، إضافة إلى 700 ألف وظيفة، خاصة في بلدان الجنوب العالمي.

ويطرح الكاتب تساؤلًا عن أسباب أهمية المعاهدة الدولية للبلاستيك، ويجيب قائلًا: "أنتج العالم حتى الآن 8 مليارات طن من البلاستيك لا يقوم بتدوير إلا حصة ضئيلة منه لا تتجاوز 9%، ونصف هذا البلاستيك من النوع أحادي الاستعمال".

وأوضح أن البلاستيك أحادي الاستعمال مثل: زجاجات البولي إيثيلين تيريفثالات، التي يبلغ إنتاجها السنوي 500 مليار عبوة.. وأكياس البلاستيك وعدد المُنتج سنويًا 5 تريليونات كيس، وينجم عنهما 400 مليون طن من النفايات البلاستيكية سنويًا، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

وقالت منظمة "ذا أوشن كلين أب" إن 38 كيلوغرامًا من النفايات البلاستيكية تدخل المحيطات كل ثانية، "ويطفو 75-199 مليون طن من البلاستيك فوق سطح مياهنا، مكونًا لأكثر من 80% من التلوث البحري".

وأوضحت أن عدم التحول إلى ممارسات أكثر تحملًا للمسؤولية في إنتاج البلاستيك واستعماله والتخلص منه؛ فإن حجم النفايات الملقاة في المياه سيزيد بمقدار 3 أضعاف بحلول 2040، ليصل إلى 23-37 مليون طن سنويًا، مقارنة بعام 2016.

وزيادة إنتاج البلاستيك واستهلاكه وتلوثه سيكون أكبر في دول آسيا، علاوة على ذلك، تُواجه آسيا أكبر مشكلة تلوث بلاستيكي عالميًا.

ووجدت دراسة أجراها علماء هولنديون وألمان أن 9 من أصل أكبر 10 دول ملوثة للمحيطات بالنفايات البلاستيكية تقع في آسيا.

وتتصدّر الفلبين القائمة بأكثر من 36% من النفايات البلاستيكية العالمية الملقاة في المحيط.

وقد وُجد أن الهند والصين هما الرائدتان في سوء إدارة النفايات البلاستيكية، كما أن الدولتين تحتلان المركز الثالث والأول على التوالي بين أكبر البلدان المُصدرة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

تساؤلات حول المعاهدة الدولية للبلاستيك

قال الكاتب في مجال الاستدامة والطاقة الخضراء فيكتور تاتشيف، في مقال طالعته منصة الطاقة المتخصصة، إنه من ضمن مخاطر النفايات البلاستيكية: عدم تحللها السريع؛ ما يؤثر سلبًا في صحة الإنسان.

وقد يستغرق تحللها الذي يكون غير كامل 500 سنة، وتتحول إلى جسيمات دقيقة، يستهلك الشخص العادي منها نحو 20 كيلوغرامًا طوال حياته.

مسؤولو الدول خلال أول اجتماع لمناقشة المعاهدة الدولية للبلاستيك عام 2022
مسؤولو الدول خلال أول اجتماع لمناقشة المعاهدة الدولية للبلاستيك عام 2022 - الصورة من الأمم المتحدة

ووفق العلماء، قد يؤدي ذلك إلى مشكلات صحية تتعلق بالخصوبة والأعصاب، كما تقتل ملايين الحيوانات سنويًا.

ووجد الباحثون أن الجسيمات البلاستيكية تعرقل الكائنات البحرية مثل العوالق على تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى ثاني أكسيد الكربون، وهي مشكلة هائلة للكائنات الحية على وجه الأرض؛ لأن نصف الأكسجين يأتي من المحيطات.

ووفق الكاتب؛ فإن الطلب المتزايد على البلاستيك يعادل الطلب نفسه على الوقود الأحفوري؛ إذ إن 98% من البلاستيك أحادي الاستعمال يأتي من الوقود الأحفوري.

ويسهم إنتاج البلاستيك بنسبة 3.4% من انبعاثات غازات الدفيئة، وهي تعادل انبعاثات قطاع الطيران، وفي عام 2040، سيصل حجم انبعاثاته إلى حجم انبعاثات الفحم، وهو الوقود الأكثر تلويثًا للبيئة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق