منظمة الصحة العالمية: غياب التمويل الأمريكي يعرّض الأرواح للخطر

الجريدة العقارية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الاحد 20 ابريل 2025 | 06:45 مساءً

الدكتورة حنان بلخي - المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط

الدكتورة حنان بلخي - المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط

إيمان أحمد

حذّرت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الدكتورة حنان بلخي، من أن تجميد التمويل الأميركي للمنظمة قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الصحية في عدد من مناطق النزاع حول العالم، ويُقيد قدرة الولايات المتحدة على الوصول إلى معلومات حيوية تتعلق بالصحة العامة العالمية.

عجز مالي كبير بعد غياب الدعم الأميركي

ويأتي هذا التحذير في وقت تواجه فيه منظمة الصحة العالمية عجزاً مالياً حاداً، في ظل غياب الدعم الأميركي المعتاد، ما دفعها إلى اقتراح تقليص ميزانيتها بنسبة 20%، وهو ما من شأنه تقليص أنشطتها وعدد كوادرها، بحسب تقرير سابق استند إلى مراسلات داخلية، وفقاً لوكالة فرانس برس.

منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه في يناير الماضي، بدأت واشنطن بإجراءات لتقليص المساعدات الخارجية، تضمنت تجميد الدعم المخصص للمنظمات الدولية، وإغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، إلى جانب إعلان خطط للانسحاب من منظمة الصحة العالمية.

وبالرغم من كونها أكبر مساهم مالي في المنظمة الأممية، لم تدفع الولايات المتحدة اشتراكها لعام 2024، ولا يزال الغموض يحيط بموقفها تجاه التزاماتها للعام المقبل.

تأثير غياب الدعم الأميركي على الدول والمنظمة

قال الدكتورة بلخي، وهي طبيبة سعودية الجنسية، إن العديد من البرامج الصحية الأساسية قد توقفت بالفعل، أو تواجه خطر التوقف القريب، جراء نقص التمويل، وفقًا لوكالة فرانس برس.

وقالت: «لمنظمة الصحة العالمية وشركائها دور محوري في دعم الأنظمة الصحية، من خلال إعادة تأهيلها، وتدريب فرق الطوارئ، وتوفير المعدات والأدوية، لكن الكثير من هذه المبادرات أصبح اليوم في مهب الريح».

أشارت بلخي إلى أن مناطق النزاع في غزة، والسودان، واليمن، تعاني ضغطاً متزايداً على القطاع الصحي، في ظل تراجع التمويل، ففي قطاع غزة، الذي يعاني حرباً متواصلة منذ أكثر من عام، لم يتبقَ سوى عدد محدود من المستشفيات العاملة، وسط انهيار شبه كامل للبنية الصحية.

وأضافت: «تأثرنا بشكل مباشر بتجميد الدعم الأميركي، سواء في دعم الفرق الطبية أو توفير الأدوية وإعادة تأهيل المرافق الصحية».

أما في السودان، الذي يشهد حرباً أهلية دامية منذ أكثر من عامين، فقد واجهت ثلاث مناطق على الأقل تفشيات متزامنة للملاريا، وحمى الضنك، والكوليرا. وأكدت بلخي أن المنظمة تعمل بكثافة للكشف عن مسبّبات الأمراض الجديدة، رغم القيود الكبيرة المفروضة بسبب نقص التمويل.

وشددت بلخي على أن انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية لن يكون تأثيره مقتصراً على التمويل فقط، بل سيقوّض منظومة التعاون الدولي، لا سيما في مجالات البحث العلمي وتبادل المعلومات بين المؤسسات الأميركية والمنظمة.

وقالت: «الولايات المتحدة تمتلك بعضاً من أهم مراكز البحث والجامعات ومؤسسات الصحة العامة، وانقطاع التواصل معها يعني تراجع قدرة العالم على رصد الأمراض والأوبئة الجديدة قبل انتشارها».

وأضافت: «البكتيريا والفيروسات لا تعترف بالحدود الجغرافية، ومع الأسف، تتعارض هذه الطبيعة مع الحسابات السياسية الضيقة». 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق