في واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل هذا العام، فجر سقوط المنتجة الفنية سارة خليفة داخل شقتها الفاخرة بمنطقة التجمع الخامس، عاصفة من المفاجآت والاعترافات الصادمة، حيث تحولت شخصية إعلامية مزيفة، لم تتجاوز الشهادة الابتدائية، إلى زعيمة تشكيل عصابي متخصص في تصنيع وترويج المواد المخدرة، داخل معامل سرية في قلب القاهرة.
شهادة ابتدائية وإعلام بلا ترخيص
كشفت التحريات التي أجرتها الأجهزة الأمنية أن المتهمة لم تحصل سوى على الشهادة الابتدائية، ورغم ذلك اقتحمت المجال الإعلامي، وقدمت برامج على قنوات غير مرخصة، دون أي تصريح رسمي أو عضوية في نقابة الإعلاميين، في مخالفة صريحة لكل الأعراف والقوانين المنظمة للعمل الإعلامي.
ورغم تواضع مستواها العلمي، نجحت سارة في تقديم نفسها إعلاميًا، حتى أصبحت وجهًا مألوفًا لبعض المتابعين.
حفلات مهرجانات وزواج عربي: بداية شبكة العلاقات
وأوضحت التحريات أن سارة عملت لفترة منظمةً لبعض الحفلات الكبرى الخاصة بمطربي المهرجانات، ما منحها مدخلًا لعالم الشهرة والمال.
في تلك الفترة، تزوجت من ثري عربي، وانفصلت عنه لاحقًا، لكن هذا الزواج كان بمثابة بوابة لعلاقات واسعة في بعض الدول العربية، استغلتها لاحقًا في نشاطها غير المشروع.
من الإسكندرية إلى “الحشيش الاصطناعي” ولادة التشكيل العصابي
بداية الانحدار نحو عالم الجريمة كانت بعد تعرفها على سيدة من محافظة الإسكندرية، دخلت معها في شراكة شيطانية لتكوين تشكيل عصابي متخصص في تصنيع وترويج مادة “الحشيش الاصطناعي”.
ومع الوقت، توسع النشاط ليشمل استيراد المواد الخام من الخارج، وتحويل عدد من الشقق السكنية في مناطق مثل السلام ومدينة نصر إلى معامل سرية مجهّزة لصنع وتغليف المخدرات، استعدادًا لتوزيعها عبر شبكة ضخمة تغطي عدة محافظات.
اعترافات المتهمين: “إحنا نصنّع وهي توزّع”
وخلال التحقيقات، أنكرت سارة علاقتها بالمخدرات أو بأي من المتهمين. لكن الاعترافات جاءت صادمة، حيث أكد أحد المتهمين:
“ما نعرفش اسمها لكن شكلها منقوش في دماغنا… التوزيع كان بيتم من خلالها بالكامل”، فيما قال آخر:
“إحنا بنصنّع، وفي ناس بتوزّع، إنما الخامات بتيجي من الريسة سارة… وهي اللي بتدير كل حاجة”.
المواجهة تكشف الأدلة: “في شات ومكالمات بينا”
وخلال مواجهة سارة بأحد المتهمين، قالت:
“ماعرفهومش… ده أكيد حد بينتقم مني”، لكن المتهمين قدموا أدلة رقمية تؤكد وجود تواصل مباشر معها، شملت رسائل نصية ومكالمات هاتفية، مما أضعف موقفها أمام النيابة.
لحظة القبض علي سارة خليفة
وبعد رصد أمني دقيق لتحركاتها، تمت مداهمة شقتها الراقية بالتجمع الخامس، حيث عُثر على كميات من المواد المخدرة المعدّة للتوزيع، وأدوات تغليف وأموال يُعتقد أنها من عائدات الترويج.
سارة لم تبدِ مقاومة لحظة القبض عليها، لكن الصدمة كانت واضحة على وجهها، حيث تحولت من “منتجة وهمية” إلى “مُتهمة حقيقية” في واحدة من أخطر القضايا الجنائية في القاهرة.
0 تعليق