"يوم الأرض".. دعوة إلى مضاعفة الاستثمارات في الطاقة النظيفة لتحقيق أهداف الاستدامة

الجريدة العقارية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الثلاثاء 22 ابريل 2025 | 10:47 صباحاً

يوم الأرض العالمي - أرشيفية

يوم الأرض العالمي - أرشيفية

ميسون أبو الحسن

تحت شعار مؤثر وعميق "قوتنا، كوكبنا"، يُحيي العالم اليوم مناسبة يوم الأرض العالمي، وهو يوم سنوي يهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة الثمينة لكوكبنا، وحماية موارده الطبيعية التي لا تُقدّر بثمن.

يحمل احتفال هذا العام رسالة قوية ومُلحّة، تركز بشكل أساسي على الدور الحيوي للطاقة المتجددة، باعتبارها حجر الزاوية في بناء مستقبل مستدام، ومواجهة التحدّي الأكبر الذي يواجه البشرية، وهو التغير المناخي.

تطلق المبادرة هذا العام نداءً عالميًا لكافة الأفراد، والهيئات الحكومية، والمؤسسات على اختلاف أنواعها؛ لمضاعفة الجهود وتوجيه المزيد من الاستثمارات نحو تطوير ونشر مصادر الطاقة النظيفة.

الهدف الطموح الذي تسعى إليه المبادرة، هو تحقيق قفزة نوعية في إنتاج الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، بما يساهم بشكل فعّال في بناء كوكب أكثر أمانًا وصحة وازدهارًا للأجيال الحالية والقادمة.

يوم الأرض.. قصة انطلاق شرارة الوعي البيئي

يوم الأرض ليس مجرد مناسبة عابرة في التقويم السنوي، بل هو حركة عالمية ترسخت جذورها في الثاني والعشرين من أبريل عام 1970، وانطلقت هذه الحركة بفضل مبادرة رائدة من السيناتور الأميركي غايلورد نيلسون، الذي كان يتمتع بوعي بيئي عميق، وبمساعدة دينيس هايز، طالب الدراسات العُليا الطموح في جامعة هارفارد.

كان الدافع وراء هذه المبادرة، هو المشهد المروع الذي خلفه تسرب نفطي كارثي في سانتا باربرا بولاية كاليفورنيا عام 1969، ويُعد هذا الحادث البيئي المأساوي كشف عن حجم الأضرار المتزايدة التي تلحق بالبيئة في الولايات المتحدة، وأيقظ لدى نيلسون وهايز الحاجة المُلحّة إلى تخصيص يوم سنوي لتوعية الجمهور بالقضايا البيئية الحساسة، وتشجيع العمل الجماعي لحماية الكوكب.

ومنذ ذلك اليوم التاريخي، أصبح يوم الأرض منصّة عالمية حيوية، لتسليط الضوء على التحديات البيئية المُلحّة التي تواجه عالمنا، بدءًا من التغيّر المناخي المدمر، مرورًا بمشكلة التلوث بأنواعه، وإزالة الغابات التي تهدد التوازن البيئي، وصولًا إلى فقدان التنوع البيولوجي الذي يهدد استقرار النظم البيئية.

يُحتفل بهذا اليوم في جميع أنحاء العالم؛ بهدف حشد جهود الأفراد، والحكومات، والمنظمات نحو تبني حلول عملية ومستدامة، مثل التحوّل إلى استخدام الطاقة المتجددة النظيفة، والعمل على تقليل إنتاج النفايات، وتبنّّي ممارسات تهدف إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية الثمينة لكوكبنا.

"قوتنا، كوكبنا".. شعار 2025 يركز على طاقة المستقبل

وفقًا للموقع الرسمي ليوم الأرض Earthday.org، فإن الشعار الذي تم اختياره ليوم الأرض العالمي لعام 2025 هو "قوتنا، كوكبنا"؛ حيث يحمل هذا الشعار في طياته رسالة مركزية تؤكد على الأهمية القصوى للطاقة المتجددة، باعتبارها الحل الأمثل لمواجهة أزمة التغيّر المناخي المتفاقمة التي تهدد مستقبل كوكبنا.

يوفّر الموقع أيضًا أداة قيمة تتمثل في خريطة تفاعلية شاملة، تعرض الفعاليات والأنشطة البيئية المُنظمة في مختلف أنحاء العالم، وتتيح هذه الخريطة للأفراد المهتمين إمكانية التسجيل والمشاركة الفعّالة في الأنشطة والفعّاليات البيئية، التي تُقام بالقرب من أماكن تواجدهم، مما يعزز بشكل كبير روح المشاركة المجتمعية، والعمل الجماعي الموحّد، من أجل تحقيق هدف مشترك يتمثّل في بناء كوكب أكثر استدامة وازدهارًا للجميع.

التحول الحتمي.. الطاقة المتجددة طوق النجاة لكوكبنا

يأتي التركيز المكثّف ليوم الأرض 2025 على أزمة المناخ، في ظل تصاعد حِدة التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، وتفاقم الآثار المدمرة للاحتباس الحراري بشكل ملحوظ ومثير للقلق.

فقد كشفت البيانات المناخية الصادرة عن المنظمات الدولية المتخصصة، عن اتجاه مقلق يتمثّل في الارتفاع المستمر في متوسط درجات الحرارة العالمية، وفي هذا السياق، سجّل عام 2023 زيادة قياسية بلغت حوالي 1.49 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو رقم يُنذر بالخطر.

والأكثر إثارة للقلق، هو أن هذه النسبة ارتفعت بشكل أكبر في عام 2024، لتصل إلى 1.55 درجة مئوية، مما يؤكد على التسارع الخطير في وتيرة الاحترار العالمي.

هذا الارتفاع المتسارع في درجات الحرارة العالمية، يُنذر بأن "ميزانية الكربون" المُتاحة للبشرية تقترب بسرعة من حدودها القصوى، وهذا يعني أن تحقيق الهدف الطموح الذي نص عليه اتفاق باريس للمناخ، والمتمثّل في حصر الاحترار العالمي عند مستوى 1.5 درجة مئوية، يصبح أكثر صعوبة وتعقيدًا مع مرور الوقت.

الحاجة المُلحّظ نحو تبنّي مصادر الطاقة المتجددة

وفي هذا السياق الحرج، يسلّط يوم الأرض 2025 الضوء بشكل خاص، على الحاجة المُلحّة والضرورية، للتحول السريع والفعّال، نحو تبني مصادر الطاقة المتجددة، كأولوية بيئية عالمية، لا يمكن تأجيلها.

يتماشى هذا التركيز مع التوصيات والمخرجات الهامة التي صدرت عن مؤتمرات المناخ الدولية السابقة، وخاصةً مؤتمر الأطراف COP28 الذي استضافته دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخرًا.

وقد شهد هذا المؤتمر التاريخي توافقًا عالميًا غير مسبوقًا على "معاهدة مضاعفة الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030"، وهو اتفاق يمثل خطوة حاسمة نحو بناء مستقبل طاقة أنظف وأكثر استدامة.

إن هذا التحوّل الجذري نحو الاعتماد على الطاقة المتجددة، يمثّل الركيزة الأساسية في الجهود العالمية المبذولة، للتصدي لأزمة المناخ الوجودية، وضمان مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا للأجيال القادمة، التي ستعيش على هذا الكوكب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق