استعد العالم لسلسلة من المظاهرات التي أُطلق عليها اسم "يوم الغضب"، وهو دعوة عالمية للاحتجاجات تضامنًا مع الفلسطينيين وهذا الحدث، الذي أبرزته تحذيرات المجلس الأمني القومي الإسرائيلي، سلط الضوء على التوترات المستمرة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مع مخاوف من العنف والهجمات المستهدفة ضد الإسرائيليين في الخارج، وكانت الدعوة إلى الاحتجاجات، التي أطلقتها حركة حماس في البداية، تعكس موجة واسعة من المشاعر الدولية، لكن غيابها الملحوظ على وسائل التواصل الاجتماعي يثير تساؤلات حول حجمها وتأثيرها وفقًا لصحيفة جيروزاليم بوست.
"يوم الغضب"
ارتبط مصطلح "يوم الغضب" بالنشاط المؤيد للفلسطينيين في السنوات الأخيرة، وغالبًا ما يرتبط بدعوات من حماس أو الجماعات المتحالفة معها لتعبئة المؤيدين في جميع أنحاء العالم. ووفقأ لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل، أصدر المجلس الأمني القومي الإسرائيلي تحذيرًا بشأن "يوم الغضب" المزمع تنفيذ فعالياته اليوم الثلاثاء، مشيرًا إلى مخاوف من أن تتصاعد المظاهرات إلى أعمال عنف ضد الإسرائيليين.
وأشار المجلس إلى أن "الداعمين لفلسطين قد يتسلل بينهم أشخاص يضمرون الشر لليهود وأن تسللهم إلى الاحتجاجات بنطوي على مخاطر من بينها تنفيذ هجمات"، داعيًا الإسرائيليين في الخارج إلى تجنب الاحتجاجات، وإخفاء الرموز الإسرائيلية، والتواصل مع قوات الأمن المحلية في حالات الطوارئ.
كان نشطاء، حول العالم، قد دعوا إلى احتجاجات عالمية في الأسبوع السابق، على الرغم من ملاحظة المجلس الأمني القومي أن الدعوات الكبرى للاحتجاجات في 22 أبريل لم تكن واضحة بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي في ذلك الوقت.
ويتناقض هذا النقص في الزخم عبر الإنترنت مع أحداث "يوم الغضب" السابقة، مثل تلك التي وقعت في أكتوبر 2023، عندما دعا زعيم حماس السابق خالد مشعل أنصاره في العالم الإسلامي إلى الاحتجاج على العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. وشهدت تلك الاحتجاجات مشاركة عشرات الآلاف في مدن مثل بغداد، عمان، وبيروت، حيث أحرق البعض أعلام إسرائيل وأمريكا.
يبدو أن "يوم الغضب" لعام 2025 يستند إلى هذا السوابق، حيث دعا القيادي في حماس عبد الرحمن شديد الفلسطينيين في الضفة الغربية والمجموعات الطلابية إلى الانضمام إلى مظاهرات حاشدة ضد حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة. روجت الجماعات المناهضة لإسرائيل لهذا الحدث على أنه "إغلاق عالمي من أجل فلسطين"، مهددة بتعطيل التجارة وإغلاق الشوارع.
وتعكس هذه الدعوات استراتيجية للاستفادة من الغضب الدولي بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، خاصة ردًا على العمليات العسكرية الانتقامية التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
سياق احتجاجات 2025
يأتي "يوم الغضب" في 22 أبريل 2025 وسط تصاعد التوترات في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. واجتذبت الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، التي تكثفت بعد انهيار وقف إطلاق النار في مارس 2025، اهتمامًا عالميًا.
يتزامن تحذير المجلس الأمني القومي مع تقارير عن زيادة النشاط المتطرف في جميع أنحاء العالم، حيث يُزعم أن جماعات مثل حماس وعناصر مدعومة من إيران تستهدف الإسرائيليين واليهود في الخارج.
على سبيل المثال، تشمل الحوادث الأخيرة هجمات الحرق العمد في أستراليا، وهجمات بزجاجات المولوتوف على مؤسسات يهودية في كندا، والعنف ضد مشجعي نادي مكابي تل أبيب في أمستردام.
وتتبع الدعوة للاحتجاجات أيضًا نمطًا لتعبئة المؤيدين خلال فترات التصعيد. في أكتوبر 2023، أدت الدعوة لـ"يوم الغضب" إلى مظاهرات واسعة النطاق في الشرق الأوسط، مع تجمعات كبيرة في العراق، إيران، واليمن.
كانت هذه الاحتجاجات مدفوعة بالغضب من الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة، التي جاءت بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 على غلاف غزة، ومع ذلك، تبدو احتجاجات 2025 أقل تنسيقًا، حيث لاحظ المجلس الأمني القومي نقصًا في التعبئة الكبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويشمل السياق الأوسع ارتفاع ما يعتبره الاحتلال معاداة السامية والإسلاموفوبيا على مستوى العالم، كما ورد في تقارير من رابطة مكافحة التشهير ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية. وأثارت أحداث "يوم الغضب" السابقة مخاوف من العنف المعادي للسامية، حيث قامت المؤسسات اليهودية في الولايات المتحدة وأوروبا بزيادة الأمن أو الإغلاق مؤقتًا.
في الوقت نفسه، يواجه النشطاء المؤيدون لفلسطين قيودًا في بعض الدول، مع حظر المظاهرات في فرنسا، ألمانيا، والمجر بدعوى الحفاظ على النظام العام.
المخاوف الأمنية والرد الإسرائيلي
يعكس تحذير المجلس الأمني القومي في 21 أبريل 2025 مخاوف أمنية متزايدة بشأن الإسرائيليين في الخارج. نصح المجلس بتجنب مواقع الاحتجاج، إخفاء الرموز الإسرائيلية، والبقاء يقظين، مشيرًا إلى مخاطر المهاجمين المنفردين أو الداعمين للإرهاب الذين قد يستغلون المظاهرات.
يتردد صدى هذا الحذر مع التحذيرات السابقة، مثل تلك الصادرة في أكتوبر 2023، عندما حثت إسرائيل مواطنيها في الخارج على تجنب التجمعات بعد الدعوة لـ"يوم الغضب".
وأشارت السلطات الإسرائيلية أيضًا إلى دور إيران والجماعات الجهادية العالمية في تأجيج المشاعر المناهضة لإسرائيل. وسلط تحذير المجلس الأمني القومي في مارس 2025 الضوء على دعم إيران لعناصر إرهابية تستهدف الإسرائيليين، بما في ذلك عمليات في أوروبا وآسيا.
0 تعليق