تُوّجت المناظرة الجهوية حول التشجيع الرياضي، التي احتضنتها مدينة طنجة اليوم الأربعاء، بمجموعة من التوصيات الرامية إلى تعزيز حضور قيم التشجيع الإيجابية لدى الجمهور المغربي وتوعيته وتحفيزه على الانخراط والتنظيم، وإيجاد صيغ مناسبة للتعاون والتنسيق بين السلطات الأمنية وجمعيات وروابط المشجعين.

وأوصى الخبراء والمسؤولون الذين ساهموا في النقاش في هذه المناظرة الجهوية الفرقَ الرياضية بإعداد “ميثاق تشجيع رياضي يحدد حقوق وواجبات المشجعين ويركز على التشجيع الإيجابي بدون عنف، ونبذ الشعارات التحريضية أو العنصرية أو تلك التي تمنعها القوانين ذات الصلة”.

كما حثوا على دمج المبادئ المرتبطة بأخلاقيات التشجيع الرياضي في المناهج التعليمية، وتنظيم ورشات في المدارس والأندية تركز على التشجيع الحضاري، فضلا عن قيام وسائل الإعلام السمعية والبصرية بإعداد برامج توعوية تستضيف خبراء ولاعبين سابقين لنشر ثقافة التشجيع الإيجابي.

ونادى المشاركون في هذه المناظرة الجهوية بإحداث جائزة أحسن جمهور من حيث التشجيع الإيجابي، على مستوى الأندية الوطنية لكرة القدم، في نهاية كل موسم رياضي، وشددوا على أهمية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر محتوى توعوي حول أهمية احترام القوانين.

وبخصوص تحفيز الجماهير على الانخراط في التنظيم، أوصت المناظرة بإشراك مجموعات المشجعين في اللجان التنظيمية للمباريات لمساعدتهم على استيعاب وفهم طبيعة التحديات الأمنية والتنظيمية، وتخصيص منح لحاملي بطاقات الانخراط، من قبيل تقديم تخفيضات على التذاكر سواء لمباريات البطولة المحلية أو المنتخبات الوطنية.

كما خلصت المناظرة ذاتها إلى ضرورة تعزيز التنسيق بين السلطات المحلية والأمنية والأندية وجمعيات التشجيع لضمان السير العادي والآمن للتظاهرات الرياضية، بالإضافة إلى تعزيز الدور الوقائي من خلال إقامة لقاءات تواصلية مباشرة مع جمعيات التشجيع والأندية الرياضية لشرح طبيعة العمل الأمني بمناسبة التظاهرات الرياضية.

وفي مجال تعزيز استخدام التكنولوجيا في الملاعب، أوصت المناظرة باستخدام التذاكر الإلكترونية بالملاعب لمنع التزوير وضبط الطاقة الاستيعابية، ونشر كاميرات مراقبة ذات دقة عالية بمداخل ومخارج الملاعب، تمكن من التعرف على ملامح الوجه، خاصة بالنسبة للممنوعين من ولوج الملاعب، بقرارات قضائية، أو الذين هم موضوع مذكرات بحث، بهدف منع أي تشويش في إطار الحفاظ على أمن وسلامة المباريات.

ومن التوصيات الأخرى في هذا السياق، استخدام وسائل تفتيش متطورة في مراقبة الجمهور للكشف عن الأجسام المشبوهة على مستوى مداخل الملاعب ذات الطاقة الاستيعابية الكبيرة، وتعزيز دور المنظمين في تنظيم الجماهير أثناء عملية الدخول إلى الملاعب ومغادرتها.

المناظرة شددت كذلك على تحسيس الجماهير والأندية بأهمية الحفاظ على المنشآت الرياضية ومرافقها، وحث القائمين على تدبيرها على توفير شروط استقبال لائقة، بما فيها المرافق الصحية، وتنظيم مواقف السيارات لضمان المرونة في التنقل والانسيابية أثناء ولوج ومغادرة الجماهير في المباريات الكبرى.

ووأوصى الخبراء والمسؤولون الذين ساهموا في النقاش في هذه المناظرة الجهوية أيضا بإنشاء مناطق ترفيهية داخل الملاعب مثل أكشاك المأكولات ومناطق للترفيه خاصة بالأطفال ومتاجر خاصة بترويج منتوجات الأندية، فضلا عن تحسين الإضاءة والصوتيات لضمان مشاهدة ممتعة للجماهير، خصوصاً أثناء المباريات المقامة مساء، مع إدراج فقرات فنية في الفترات البينية للمباريات.