قالت الدكتورة عالية المهدي، العميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن أسعار الذهب العالمية تشهد ارتفاعات غير مسبوقة، مدفوعة بتغيرات دولية معقدة أبرزها توجه بعض الدول الكبرى مثل الصين وروسيا إلى استبدال السندات الأمريكية بالذهب كوسيلة لتأمين الاحتياطات النقدية.

وأوضحت المهدي في مداخلة هاتفية مع برنامج “تريندينج البلد” المذاع عبر قناة “صدى البلد”، أن سعر أوقية الذهب قفز خلال عامين فقط من 1800 دولار إلى أكثر من 3500 دولار، واصفة هذا الارتفاع بـ"السريع وغير الطبيعي"، في ظل استمرار الاتجاه الصعودي في الأسواق.

وأكدت أن السوق لا تزال في حالة ارتفاع، لكن من الصعب الجزم ما إذا كان السعر سيصل إلى 6000 دولار أو أي رقم محدد في المستقبل القريب، نظرًا لتقلبات الأسواق العالمية والظروف الجيوسياسية.

وأضافت أن الطلب المتزايد على الذهب لم يقتصر على الدول الكبرى فقط، بل شمل أيضًا العديد من الدول النامية ومتوسطة الدخل، التي تسعى إلى تحصين اقتصاداتها ضد التقلبات المالية العالمية، وهو ما يسهم بدوره في تعزيز الطلب العالمي ويدفع الأسعار لمزيد من الارتفاع.

وأشارت المهدي إلى أن هذا التوجه نحو الذهب يعكس تراجع الثقة في العملات التقليدية والبحث عن ملاذات آمنة في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية، مؤكدة أن هذه التحولات سيكون لها تأثيرات طويلة المدى على النظام المالي العالمي.

وعن سعر صرف الدولار، أكدت أنها لا تتوقع حدوث تعويم جديد للجنيه خلال عام 2025، أو هزات عنيفة في سعر الصرف، لكنها لا تستبعد حدوث تحركات تدريجية طفيفة، متوقعة أن يشهد التضخم مزيدًا من الانخفاض ليصل إلى نحو 10%، مضيفة أنه ربما ينخفض قليلًا إلى 9.5%، مضيفًا أنها لا تتوقع أنه سيتراجع إلى مستويات أقل من ذلك بشكل كبير.