أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المحادثات النووية مع إيران "تسير على الطريق الصحيح"، في تصريح نقلته صحيفة واشنطن بوست، وعكست هذه التصريحات تفاؤلًا غير معتاد بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق لكبح الطموحات النووية الإيرانية، في ظل توترات إقليمية مستمرة. أشار ترامب إلى أن التقدم الحالي يعكس نهجًا صلبًا في المفاوضات، مستفيدًا من خبرته السابقة في التعامل مع طهران.
ووفقًا لمجلة نيوزويك، رحّب دبلوماسيون أوروبيون على منصة إكس بحذر بهذا التقدم، لكنهم أكدوا أن أي اتفاق يجب أن يشمل التزامات إيرانية قابلة للتحقق والمراقبة. ضغطت الولايات المتحدة من أجل فرض رقابة صارمة على المنشآت النووية الإيرانية، بما في ذلك تفتيش دوري من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. طالبت إيران، من جانبها، برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، معتبرة أن ذلك شرط أساسي لأي تقدم في المحادثات.
واستفاد ترامب من قراره السابق بالانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015، والذي اعتبره "ضعيفًا"، لممارسة ضغوط قصوى على إيران من خلال العقوبات. أدت هذه الاستراتيجية إلى إجبار طهران على العودة إلى طاولة المفاوضات، لكنها أثارت أيضًا مخاوف من تصعيد عسكري في المنطقة. سهّل وسطاء دوليون، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، الحوار بين الطرفين، وسط تحديات معقدة تتعلق بالثقة المتبادلة.
وحذّر خبراء على منصة إكس من أن فشل المحادثات قد يؤدي إلى تصعيد خطير في التوترات الإقليمية، مشيرين إلى أن إيران قد تسرّع برنامجها النووي كرد فعل. أكد محللون أمريكيون أن الاتفاق المحتمل يجب أن يتضمن ضمانات طويلة الأمد لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، بينما يوفر لها حوافز اقتصادية للامتثال. أشاروا إلى أن نجاح المحادثات قد يعيد تشكيل التوازن الجيوسياسي في الشرق الأوسط.
وأبرزت تقارير أن المحادثات تشمل مناقشات حول الحد من تخصيب اليورانيوم في إيران إلى مستويات آمنة، إلى جانب وضع جدول زمني واضح لرفع العقوبات. أكد مسؤولون أمريكيون أن أي اتفاق يجب أن يحظى بدعم الكونغرس، مما يضيف طبقة إضافية من التعقيد. أشاد بعض المحللين الأوروبيين بدور ترامب في إعادة إحياء المحادثات، لكنهم حذروا من أن التوصل إلى اتفاق نهائي قد يستغرق أشهرًا بسبب الخلافات العميقة.
وأثارت تصريحات ترامب جدلًا داخليًا في الولايات المتحدة، حيث اعتبر بعض السياسيين أن التفاؤل المبكر قد يكون سابقًا لأوانه. أشاروا إلى أن إيران أظهرت في السابق عدم التزام كامل بالاتفاقيات، مما يتطلب آليات رقابة صلبة. دعا آخرون إلى الاستفادة من هذه الفرصة لتحقيق استقرار إقليمي، مشيرين إلى أن اتفاق ناجح قد يخفف التوترات مع حلفاء إيران في المنطقة.
ويظل المسار الحالي للمحادثات محفوفًا بالتحديات، لكنه يحمل إمكانية إعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية للشرق الأوسط. يأمل المراقبون في أن تؤدي الجهود الدبلوماسية إلى اتفاق متوازن يضمن الأمن العالمي، مع الحفاظ على استقرار المنطقة. يرى دبلوماسيون، كما نقلت صحيفة تورنتو ستار، أن نجاح المحادثات قد يفتح الباب أمام حوار أوسع حول قضايا إقليمية أخرى، مثل الصراعات في اليمن وسوريا.
ويعكس التقدم الحالي في المحادثات جهودًا دولية مكثفة لنزع فتيل أحد أكثر التوترات تعقيدًا في العالم. يبقى التوصل إلى اتفاق شامل تحديًا كبيرًا، لكنه قد يمثل خطوة تاريخية نحو تحقيق استقرار مستدام في المنطقة.
0 تعليق