أهم ما جاء في كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني في كلية أوروبا ببولندا

صوت المسيحي الحر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بدأ قداسة البابا تواضروس الثاني  محاضرته بدعوة الحضور للوقوف في لحظات صمت احترامًا لروح البابا فرنسيس الراحل، والاعتراف بما قدمه لدعم الإنسانية.

شكر البابا إدارة الكلية على دعوتهم مشيرًا إلى أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، التي تمتد جذورها في أرض مصر، تقدم تحياتها المخلصة لجميع الشعوب ذات النوايا الحسنة. وذكر أن مصر كانت الأرض التي استقبلت العائلة المقدسة عندما لجأت إليها هربًا من العنف، مما جعلها أرضًا للراحة والسكينة والحضور الروحي الصامت، وهو جزء لا يتجزأ من الهوية الروحية للكنيسة القبطية.

كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني

كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني

موضوع المحاضرة

وحول موضوع المحاضرة بعنوان “في العالم، لا من العالم”، أوضح البابا تواضروس الثاني أن الرسالة تدعو الكنيسة والمؤمنين للعيش والانخراط في الواقع الاجتماعي المحيط بهم. وأوضح أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية متجذرة في مصر، وفي الوقت ذاته، تتواصل مع العديد من المجتمعات، مندمجة في الحياة الاجتماعية. وأكد أن هذا الأمر له أبعاد اجتماعية وسياسية، مشددًا على دور الكنيسة في بناء المجتمع وتحقيق العدالة وتقديم الدعم، دون أن تكون مجرد أداة للأيديولوجيا أو جزء من الصراعات السياسية.

كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني

كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني

البابا تواضروس الثاني عن فكرة الرهبنة

 

استشهد قداسته بكلمات السيد المسيح مؤكداً على أن الكنيسة القبطية منذ البدايات الأولى لم تأخذ على عاتقها دور الحاكم، بل سعت لتكون شاهدة حقيقية. إن رسالتها تتسم بالعمق في المحبة والحق والأمل.

وأوضح قائلاً: نحن لا نسعى للتنافس، بل للتعاون. لا نحاول فرض آرائنا، بل نقدمها كاقتراح. لا ننعزل، بل نتفاعل مع المجتمع. الكنيسة مهمتها ليست أن تكون دولة داخل دولة، وإنما أن تتحمل دورها كبوصلة أخلاقية، وملاذ آمن، ونور ليرشد الناس.

وأشار قداسة البابا إلى فكرة الرهبنة التي نشأت في الكنيسة القبطية قائلاً: الرهبنة بدأت في مصر، في صحارى وادي النيل، على يد القديس أنطونيوس الكبير الذي يعتبر شخصية مؤثرة في جميع التقاليد. كل راهب وراهبة من الشرق إلى الغرب، سواءً كان كاثوليكي أو أرثوذكسي، يعدّوا مدينين لهذا الناسك المصري.

وتحدث قداسته أيضاً عن مفهوم الخير العام في الفكر المسيحي، مشيراً إلى مساهمات الكنيسة عبر التاريخ، مثل إنشاء المدارس والمستشفيات ودور الأيتام، وتقديم الدعم للمسجونين واللاجئين، بالإضافة إلى الدفاع عن الحق في أوقات الخطر.

 

كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني

كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني

نحن نعيش في زمن مليء بالتعقيدات، حيث تتوسع العلمانية، وتواجه إغراءات الأيديولوجيات المتصلبة أو الانعزال. لم يعد التطرف محصورًا في سوء فهم الدين فقط، بل نرى أيضًا ظهور أشكال جديدة من التطرف العلماني الذي يرفض الإيمان ويقضي على الحوار، مما يُضيِّق على الروح الإنسانية. وأكد أن الكنيسة يجب أن ترفض كلا الطرفين. لا يمكننا التخلي عن المجتمع أو أن نُستغل كأداة في السياسات. عندما تتحدث الكنيسة عن الهجرة أو البيئة أو حقوق الإنسان، فإنها تفعل ذلك من خلال إيمانها بأن الإنسان مخلوق على صورة الله وله الحق في السلام والكرامة والعدالة.

وأشار قائلاً: ربما لا توجد كنيسة تفهم هذه التوازنات الدقيقة مثل كنيسة مصر. فقد كنا جزءًا لا يتجزأ من الوطن لألفي عام، بينما حافظ الأقباط على إيمانهم رغم تعاقب الإمبراطوريات، وكان هدفهم دائمًا الخدمة والمحبة والصمود.

كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني

كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني

انهيار نظام حكم متشدد

روى لحظة شخصية مؤثرة بعد انهيار نظام حكم متشدد في عام 2013، حين تم الاعتداء على الكنائس والمؤسسات المسيحية. شعر حينها بمسؤولية أخلاقية تدفعه للتحدث والدعوة إلى الهدوء وأكد مجددًا على أهمية العيش المشترك. قال كلمات أكررها أمامكم اليوم، ليس كتعبير عن اليأس، بل إعلان عن الأمل: وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن.

 

كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني

كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق