المديني: روايتي الجديدة مجنونة .. فرانسيس بابا المُبادين في غزة

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حذّر الروائي والقاصّ أحمد المديني كل من سيقرَأ أحدث رواياته بأن “ينتبه لنفسه حتى لا يحصل له ما ليس في الحسبان”. كان ذلك خلال حديثه، السبت بالرباط، عن عمله الجديد “لعبة الكراسي”، التي يرافقُ عنوانَها في الغلاف عنوان فرعي هو “روايةٌ مجنونة”.

وخلال جلسة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته الثلاثين، قال الناقد نور الدين درموش إن “لعبة الكراسي” هي “رواية عجيبة حقا، وقراءتها كانت صعبة وممتعة في الآن نفسه، ومنذ العنوان نجد إعلانا مسبقا عن طبيعة النص الذي سنقرأ: اللعبة ثم الجنون”.

وتابع قائلا: “هذا ليس مفاجئا لمن اعتاد قراءة روايات وقصص المديني، التي غالبا ما تستخف بالصواب، وتكون بخيال جامح، وهواها اللعب بالمعقول واللامعقول (…)، لكن إشهار الجنون على ظهر الغلاف أمر يذكي الفضول ويستحثّه”.

وأضاف “كل فصل لعبة، 12 لعبة، مع فسحة لعبة داخل لعبة (…)، والظاهر أن المديني يدعونا في روايته إلى اللعب (…) وكتبها على نفَس واحد (…) بدون ترقيم، وتتمدد فيها الجملة كالأفعوان كأن لا بداية لها ولا نهاية (…) شلال جملة واحدة، دون علامات ناظمة للكلام”.

وأبرز أن هذا العمل “بلا نظام ظاهر أو علامات هادية”، و”يتجاور فيه المتكلمون في سطر واحد”، مشيرا إلى أنه “فانتازيا محايثة للواقع ليسطع بكل مفارقاته”، و”رواية أقرب ما تكون إلى ملهاة” حول “سعي أشخاص إلى الكراسي والتشبث بها”.

أحمد المديني ذكر، من جهته، أنه يحرص على “زعم تقديم شيء مختلف مقارنة بنصوصي السابقة؛ فلا أحب التكرار في الحياة (…) ولا أريد تجاوز أحد، وأنا تلميذ وسليل جميع الثقافة الروائية الإنسانية”.

وقال إن “الرواية العربية لا تزال مرتبكة لأننا لا نؤمن بالإنسان مركز التوترات والعقد والحرية، وليس الأنانية، والمجتمعات التي ليست فيها حرية لا يمكن أن توجد فيها الآداب العظيمة”، وفسّر ذلك بالقول: “لأننا نكتب بكثير من المجازات والفانتازيات على جميع المستويات”.

الرواية في تعريفها، وفق المتدخل، “مرتبطة بالمدينة، بالمكان وحيث توجد العلاقات المدِينِيّة المتوترة”، لكن في الآن ذاته “الأدب ليس شتيمة، بل خطابا مسؤولا له نظامه، واستمرارية لتجارب مختلفة؛ وكلنا أبناء بلزاك وفلوبير مثلا”، ورغم وصف آداب بانتمائها للعبث، يؤكّد المديني أن روايته “في منتهى الجد”.

ورغم ارتباط هذه الرواية بـ”كراسيّ” الرباط، العاصمة الإدارية، فهي ليست رواية حول هذه المدينة، وفق كاتبها، الذي تساءل “لماذا لا يحوّل الناس كراسيهم إلى كراسٍ من أجل الجمال والعدالة؟”، مثل “البابا الراحل فرنسيس الذي هو إنسان عظيم، وأقول هذا وأنا مسلم روحيا ومؤمن حقيقة، وقد تعرفتُ عليه من باب الأدب لأنه كان صديق بورخيص، وكان أستاذا للأدب في المرحلة الثانوية بالأرجنتين، ومنذ جاء إلى كرسي البابوية قلب كل شيء رأسا على عقب، فصار بابا المظلومين والمحرومين، وأدان الإبادة الجماعية في غزة، ولحسن الحظ لم يحضر نتنياهو جنازته”.

ورغم تطوّر البنيات التحتية للعاصمة، سجّل المديني أن زيادة التمدن تتمّ عبر الأدب والمعرفة والحرية والديمقراطية والعدالة “لأننا نريد أن نكون أحسن وأجمل”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق