إيران في حداد بعد كارثة ميناء رجائي... تحقيقات واتهامات لإسرائيل

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في لحظة مروعة غيرت المشهد في إيران، شهد ميناء الشهيد رجائي في بندر عباس، أكبر ميناء تجاري في البلاد، انفجارًا عنيفًا يوم السبت أدى إلى مقتل 40 شخصًا وإصابة أكثر من ألف آخرين، في واحدة من أسوأ الكوارث الصناعية التي شهدتها الجمهورية الإسلامية منذ سنوات.

دوي الانفجار سُمع على بعد عشرات الكيلومترات، مما دفع السلطات الإيرانية إلى إعلان الحداد العام، وسط تحقيقات معقدة لتحديد الأسباب الحقيقية لما حدث.

تحقيقات موسعة بأمر مباشر من خامنئي

أمر المرشد الإيراني الأعلى، آية الله علي خامنئي، بإجراء "تحقيق معمق" في ملابسات الانفجار، مشددًا على ضرورة الكشف عن أي "إهمال أو نية تخريبية" قد تكون خلف الكارثة.

وفي خطاب بثه التلفزيون الرسمي، دعا خامنئي إلى محاسبة كل من يثبت تورطه، مشيرًا إلى خطورة ما جرى في أهم شريان اقتصادي للبلاد.
 

من جانبه، زار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان موقع الحادث متعهدا بـ"متابعة كل الإجراءات لدعم أسر الضحايا"، معربًا عن امتنانه لعناصر الدفاع المدني والحرس الثوري الذين شاركوا في جهود الإنقاذ والإطفاء.

شهادات رسمية... وفرضيات أولية

بحسب هيئة الجمارك الإيرانية، فإن الانفجار ربما وقع بسبب تخزين مواد خطرة وكيميائية في مستودعات الميناء، التي تمتد على مساحة ضخمة قدرها 2400 هكتار.

فيما أكدت وزارة الدفاع الإيرانية أن لا شحنات عسكرية كانت مخزنة في موقع الانفجار، مما عزز فرضية أن الحادث له طابع صناعي، وليس عسكرياً.

رغم هذه التصريحات، إلا أن الشبهات ظلت تحوم حول احتمال تعرض الميناء لعملية تخريبية.

اتهامات مبكرة لإسرائيل بالتورط

في تصعيد خطير، خرج النائب في البرلمان الإيراني محمد سراج بتصريحات مثيرة، أكد فيها أن "الانفجار لم يكن عرضيًا بأي شكل"، متهمًا إسرائيل صراحة بالتورط عبر "زرع متفجرات داخل الحاويات".

سراج أشار إلى أن "الانفجارات المتزامنة في أكثر من نقطة تشير إلى عملية مدروسة"، مستبعدًا فرضية الاشتعال العرضي للمواد الكيميائية.

وأكد سراج أن "العدو اختبر هذا النوع من العمليات سابقًا"، ملمحًا إلى التشابه بين ما جرى في بندر عباس وبين انفجار مرفأ بيروت عام 2020.

المعطيات الميدانية: كارثة تحت السيطرة النسبية

رغم شدة الانفجار، أكدت السلطات أن العمليات الحيوية في ميناء رجائي استؤنفت جزئيًا بعد السيطرة على الحريق.

إلا أن صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو من عين المكان أظهرت حجم الدمار الهائل، مع احتراق عشرات الشاحنات وتحطم خطوط الخدمات اللوجستية الحيوية.

وبينما تتواصل أعمال الإخماد باستخدام طائرات قاذفة للمياه ومروحيات عسكرية، دعت وزارة الصحة السكان إلى البقاء في المنازل تحسبًا لمخاطر استنشاق الأبخرة السامة، كما أُغلقت المدارس والمكاتب الحكومية في بندر عباس.

تضامن إقليمي ودولي مع طهران

عقب الحادث المأساوي، سارعت عدة دول إلى تقديم التعازي لإيران، من بينها السعودية، الإمارات، روسيا، تركيا، الهند، وباكستان.

وفي أول رد فعل أوروبي بارز، عبرت السفارة الألمانية في طهران عن تضامنها مع الضحايا بعبارة بسيطة على حسابها على انستغرام: "بندر عباس.. نحن معكم في الحداد".

أما حزب الله اللبناني فقد أصدر بياناً عبّر فيه عن "أحر التعازي والمواساة لإيران قيادةً وشعباً"، في رسالة تضامن واضحة مع الحليف الإقليمي.

انعكاسات الانفجار على المشهد السياسي

يأتي الانفجار في توقيت حساس للغاية، حيث اختتمت الوفود الإيرانية والأميركية جولة ثالثة من المحادثات في سلطنة عمان بشأن الملف النووي.

ويرى مراقبون أن توقيت الانفجار قد لا يكون صدفة، مع سعي جهات معادية لتعطيل المسار التفاوضي الإيراني وتعزيز عزلة طهران الدولية.

وفي هذا السياق، قال النائب سراج إن "الإسرائيليين يسعون لعرقلة انفتاح إيران على العالم"، متوعدًا بأن "للجمهورية الإسلامية طرقها للرد، في الوقت والمكان المناسبين".

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق