ولاية ثالثة لترامب.. السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض: الرئيس يمزح وقبعات 2028 تباع بسرعة كبيرة

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في أبريل 2025، أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إمكانية ترشحه لولاية رئاسية ثالثة في 2028 جدلًا واسعًا، خاصة مع طرح متجره الإلكتروني لقبعات وقمصان تحمل شعار "ترامب 2028". إلا أن السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، أكدت أن "الرئيس كان يمزح بشكل واضح"، مشيرة إلى أن هذه القبعات هي استراتيجية تسويقية لإثارة حماس أنصاره. وأفرد تقرير نشرته منصة بيزنس إنسايدر مساحة لاستعراض السياق القانوني والسياسي لهذه الفكرة، ردود الفعل العامة والسياسية، وتحليل دوافع ترامب وراء هذه التلميحات.

السياق القانوني: هل الولاية الثالثة ممكنة؟

يُعد التعديل الثاني والعشرون للدستور الأمريكي الحاجز الأساسي أمام أي طموح لترامب لخوض ولاية ثالثة. أُقر هذا التعديل عام 1951، وينص على أنه "لا يجوز انتخاب أي شخص لمنصب الرئيس لأكثر من مرتين". وبالتالي، فإن ترامب، الذي فاز بالرئاسة في 2016 و2024، ممنوع دستوريًا من الترشح مجددًا في 2028. يُشار إلى أن هذا التقليد يعود إلى جورج واشنطن، الذي رفض الترشح لولاية ثالثة، مؤسسًا مبدأً أصبح لاحقًا جزءًا من الدستور.

يذكر أن تعديل الدستور لإلغاء هذا الحظر يتطلب موافقة ثلثي أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، ثم تصديق ثلاثة أرباع الولايات (38 ولاية). وفقًا لـبيزنس إنسايدر، يرى خبراء قانونيون أن هذه العملية شبه مستحيلة في ظل الانقسامات السياسية الحالية، مما يجعل فكرة الولاية الثالثة غير قابلة للتحقيق قانونيًا.

تصريحات ترامب: بين المزاح والجد

وأثار ترامب الجدل في مارس 2025، خلال تجمع حاشد في فلوريدا، عندما أشار إلى إمكانية ترشحه في 2028، قائلًا: "لدينا أساليب، وأنا لا أمزح تمامًا". هذه التصريحات، التي نقلتها بيزنس إنسايدر، تضاربت مع تأكيداته لاحقًا في مقابلة مع فوكس نيوز بأنه لا يفكر في الولاية الثالثة حاليًا. طرح متجره الإلكتروني لسلع تحمل شعار "ترامب 2028" أضاف المزيد من الغموض حول نواياه.

وكانت ليفيت، في تصريحها لـبيزنس إنسايدر، قد أوضحت أن ترامب "يحترم الدستور تمامًا" وأن القبعات والسلع هي "استراتيجية تسويقية ذكية". وأضافت أن الجدل المثار هو "تضخيم إعلامي" لتصريحات عفوية، مؤكدة أن ترامب لا يسعى إلى تحدي الدستور. ليفيت، التي تُعد أصغر سكرتيرة صحفية في تاريخ البيت الأبيض، حاولت تهدئة التوترات الناتجة عن هذه التصريحات.

قبعات "ترامب 2028": ظاهرة تسويقية أم رسالة سياسية؟

وأطلق متجر ترامب الإلكتروني مجموعة من السلع تشمل قبعات حمراء، قمصان، وأكواب تحمل شعار "ترامب 2028" مع عبارة "أعد كتابة القواعد". 

وفقًا لـبيزنس إنسايدر، تباع هذه القبعات، التي يبلغ سعر الواحدة حوالي 50 دولارًا، بسرعة كبيرة، مما يعكس الطلب القوي بين أنصار ترامب. التقرير يشير إلى أن هذه المنتجات ليست مجرد سلع تجارية، بل جزء من استراتيجية لتعزيز صورة ترامب كشخصية تتحدى الأعراف السياسية.

ويرى محللون سياسيون، كما نقلت واشنطن بوست، أن هذه السلع تهدف إلى الحفاظ على زخم ترامب السياسي حتى بعد انتهاء ولايته الثانية في 2029، ربما لدعم مرشح جمهوري آخر أو لتعزيز نفوذه في الحزب. لكن السلع أثارت انتقادات حادة من الديمقراطيين، الذين وصفوها بأنها محاولة للتحايل على الدستور. الجارديان ذكرت أن هذه الخطوة تثير مخاوف من طموحات ترامب لتوسيع السلطة التنفيذية، خاصة مع تصريحاته السابقة التي تستشهد بقادة مثل الرئيس الصيني شي جين بينج.

ردود الفعل السياسية: بين الدعم والرفض

ولاقت فكرة الولاية الثالثة دعمًا محدودًا من بعض الجمهوريين. في فبراير 2025، اقترح النائب الجمهوري آندي أوجلز تعديل الدستور للسماح لترامب بالترشح مجددًا، لكنه استثنى الرؤساء السابقين مثل باراك أوباما. وفقًا لـنيويورك تايمز، لم يحظَ الاقتراح بدعم كبير من قادة الحزب الجمهوري، الذين أكدوا أن ترامب لا يسعى جديًا لهذا الهدف.

في المقابل، أعرب ستيف بانون، مستشار ترامب السابق، عن تأييده القوي لفكرة الولاية الثالثة، مشيرًا في بودكاست له إلى أن "ترامب هو القائد الذي تحتاجه أمريكا لعقود قادمة". هذا الدعم يعكس ولاء قاعدة ترامب المتشددة، التي ترى فيه رمزًا لتحدي النخب السياسية.

على الجانب الآخر، حذر الديمقراطيون من أن تلميحات ترامب تشكل تهديدًا للديمقراطية. النائبة الديمقراطية نانسي بيلوسي، في تصريح نقلته سي إن إن، وصفت القبعات التي تحمل شعار "ترامب 2028" بأنها "استفزاز خطير" يهدف إلى تقويض الدستور. 

خبراء قانونيون، كما ذكرت بيزنس إنسايدر، أشاروا إلى أن أي محاولة لتجاوز التعديل الثاني والعشرين ستُواجه معارضة قانونية وسياسية قوية.

دوافع ترامب: لماذا يثير هذا الجدل؟

ويرى المحللون أن تصريحات ترامب وبيع سلع "ترامب 2028" تخدم عدة أهداف استراتيجية:

البقاء في دائرة الضوء: ترامب، المعروف بمهارته في جذب الإعلام، يستخدم هذه التصريحات للحفاظ على حضوره في النقاشات السياسية. وفقًا لـبيزنس إنسايدر، فإن القبعات تعزز صورته كشخصية شعبوية، مما يحافظ على ولاء قاعدته.

تعزيز النفوذ الترامبي في الحزب الجمهوري: من خلال التلميح بولاية ثالثة، يسعى ترامب إلى ترسيخ هيمنته على الحزب الجمهوري، مما يضمن تأثيره في اختيار المرشحين المستقبليين أو تشكيل أجندة الحزب.

مصدر دخل تجاري: حقق متجر ترامب أرباحًا كبيرة من السلع الدعائية خلال حملاته السابقة. بيزنس إنسايدر أشارت إلى أن سلع "ترامب 2028" تُعد مصدر دخل إضافي، مستفيدة من حماس أنصاره.

اختبار ردود الفعل: يرى بعض المحللين أن ترامب يختبر حدود القبول العام لتعديل الدستور. رغم صعوبة تحقيق ذلك، فإن دعم قاعدته قد يشجعه على الدفع بمناقشات مستقبلية حول هذا الموضوع.

ردود الفعل العامة وتأثيرها على المشهد السياسي

فيما أثارت القبعات وتصريحات ترامب ردود فعل متباينة على منصة X. أنصار ترامب عبّروا عن حماسهم، معتبرين القبعات رمزًا لتحدي النظام السياسي. أحد المستخدمين كتب: "ترامب 2028 هو ما تحتاجه أمريكا لاستعادة عظمتها!" في المقابل، انتقد آخرون الخطوة، معتبرين أنها تعكس طموحات استبدادية. ومستخدم أخر كتب: "بيع قبعات 2028 هو إهانة للدستور."

سياسيًا، تُبرز هذه القضية الانقسام الحاد في الولايات المتحدة. بينما يرى أنصار ترامب أن تحديه للدستور يعكس شجاعته، يحذر معارضوه من تهديد النظام الديمقراطي. بيزنس إنسايدر نقلت عن محلل سياسي قوله إن هذه الخطوة قد تُلهم قاعدة ترامب لدعم سياسات أكثر تشددًا في المستقبل.

خلفية ترامب السياسية وعلاقتها بالجدل

لم تكن هذه المرة الأولى التي يثير فيها ترامب الجدل. خلال ولايته الأولى (2017-2021)، واجه اتهامات بتوسيع السلطة التنفيذية، وتعرض لانتقادات بسبب تعامله مع جائحة كورونا، والجدار الحدودي، وانسحابه من اتفاقيات دولية. كما واجه اتهامات جنائية تتعلق بأحداث الكابيتول 2021 ونقل وثائق سرية، لكنه حافظ على شعبية قوية. وفقًا لـبيزنس إنسايدر، فإن تصريحاته حول الولاية الثالثة تندرج ضمن نمط يعتمد على استفزاز النقاشات وتعبئة أنصاره من حوله لدعم سياساته.

رغم أن فكرة ولاية ثالثة لترامب مستحيلة قانونيًا بموجب التعديل الثاني والعشرين، فإن تصريحاته وبيع قبعات وقمصان "ترامب 2028" نجحا في إثارة جدل واسع. تأكيد كارولين ليفيت أن ترامب كان يمزح قد يهدف إلى تهدئة التوترات، لكن الرواج الكبير للقبعات يعكس شعبيته المستمرة. سواء كانت هذه الخطوة تسويقية أو محاولة لاختبار الحدود السياسية، فإنها تؤكد قدرة ترامب على البقاء في قلب النقاشات. مع اقتراب نهاية ولايته الثانية، يبقى السؤال: هل سيستمر ترامب في تحدي القواعد، أم أن هذه مرحلة أخرى من مسيرته المثيرة للجدل؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق